كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

ونجم الدجى في لجة الصبح يغرق *
وطمى الشرق عليه فانتحى من هلال غائب في زورق
فانجلى ذاك السنا عن حلك وامحت تلك الدجى عن بهق
بأبي بعد الكرى طيف سرى طارقا عن سكن لم يطرق
زارني والليل ينعى شرقه وهو مطلوب بباقي لبرمق
ودموع الطل تمريها الصبا وجفون الروض غرقى الحدق
فتأنى في إزار ثابت وتثنى في وشاح قلق
وتجلى وجهه عن شعره فتجلى فلق عن غسق
نهب الصبح دجى ليلته فحبا الخد ببعض الشفق
سلبت عيناه حدي سيفه وتحلى خده بالرونق
وامتطى من طرفه ذا حسب يلثم الغبراء إن لم يعنق
أشوس الطرف عرته نخوة فتهادى كالغزال الخرق
لو تمطى بين أسراب المها نازعته في الحشا والعنق [238ب]
وهذا كقول سعيد العروضي يصف فرسا:
من الظلمان آباؤه فورثته الساق والجؤجؤا

الصفحة 870