كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 5-6)

جاءتك فادية الكماة بنفسها بيضاء يغمرها العجاج فتسطع
فتظل تقصدها الحتوف كأنما فيها لكل شبا وحد موضع
فإذا تعاورت الطبا صفحاتها ورمت جوانبها الرماح الشرع
وردت ورود الإبل وهي روية تدني السقاة من الحياض وترجع
ومن حكمه:
الفاعل في الزمان السوء كالمصباح في البراح، قد كان يضيء لو تركته الرياح.
ومنها:
لتكن بالحال المتزايدة أغبط منك بالحال المتناهية.
لتكن بقليلك أغبط منك بكثير غيرك، فإن الحي برجليه، وهما ثنتان، أقوى من الميت على أقدام الحملة، وهي ثمان.
المتلبس بمال السلطان كالسفينة في البحر، إن أدخلت بعضه في جوفها أدخل جميعها في جوفه.
الحازم من شك فروى وأيقن فبادر.
رب سامح بالعطاء على باخل بالقبول.
ابن آدم، تذم أهل زمانك وأنت منهم، كأنك وحدك البريء، وجميعهم الجري، كلا بل جنيت وجني عليك، فذكرت ما لديهم، ونسيت ما لديك.
أعلم أن الفاضل الزكي لا يرتفع أمره حتى يطهر قلبه، كالسراج لا تظهر أنواره أو يرتفع مناره، والناقص الدنيء الذي لا يبلغ لنفعه إلا بوضعه كهوجل السفينة، لا ينتفع بضبطه، إلا بعد الغاية من حطه.
وله فصل من رسالة: توصل الهمم - أدام الله عزك - كتوسل الذمم، ورب راق بوسيلة، ذي اشتياق

الصفحة 881