كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

وقيل لمزبّد: يا مزبّد، ما هذا الذي تحت حضنك؟ فقال: يا أحمق، فلم خبأته [1] ؟! وقال أبو الشّيص: [من الطويل]
ضع السرّ في صمّاء ليست بصخرة ... صلود كما عاينت من سائر الصّخر
ولكنها قلب امرئ ذي حفيظة ... يرى ضيعة الأسرار هترا من الهتر [2]
يموت وما ماتت كرائم فعله ... ويبلى وما يبلى نثاه على الدّهر [3]
وقال سحيم الفقعسيّ، في نشر ما يودع من السّرّ [4] : [من الطويل]
ولا أكتم الأسرار لكن أذيعها ... ولا أدع الأسرار تغلي على قلبي
وإن قليل العقل من باب ليله ... تقلّبه الأسرار جنبا إلى جنب
وقال الفرّار السّلميّ- وهذا الشعر في طريق شعر سحيم، وإن لم يكن في معنى السرّ- وهو قوله [5] : [من الكامل]
وكتيبة لبّستها بكتيبة ... حتى إذا التبست نفضت بها يدي
وتركتهم تقص الرّماح ظهورهم ... من بين منجدل وآخر مسند [6]
ما كان ينفعني مقال نسائهم ... وقتلت دون رجالهم: لا تبعد
1341-[تخاذل أسلم بن زرعة]
وقيل لأسلم بن زرعة إنك إن انهزمت من أصحاب مرداس بن أديّة غضب عليك الأمير عبيد الله بن زياد قال: يغضب عليّ وأنا حيّ؛ أحبّ إليّ من أن يرضى عني وأنا ميّت.
__________
[1] ورد الخبر في عيون الأخبار 1/39.
[2] الهتر؛ بالفتح: مزق العرق، وبالضم: ذهاب العقل من بر أو مرض، وبالكسر: الباطل والخطأ في الكلام.
[3] النثا: ما أخبرت به الرجل من حسن أو سيئ.
[4] البيتان بلا نسبة في الحماسة المغربية 1292، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي 1850، وللتبريزي 4/167، وعيون الأخبار 1/41.
[5] الأبيات في الحماسة البصرية 1/28، ومحاضرات الأدباء (3/186) ، وعيون الأخبار 1/164.
[6] تقص: تكسر. المنجدل: المصروع الملقى على الجدالة، وهي الأرض. المسند: الذي أسند إلى ما يمسكه وبه رمق.

الصفحة 103