كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

وقد قال أوس بن حجر [1] : [من الطويل]
فأشرط فيها نفسه وهو معصم ... وألقى بأسباب له وتوكّلا [2]
وقد أكلت أظفاره الصّخر كلما ... تعايا عليه طول مرقى توصّلا
فجعل النحت والتّنقّص أكلا.
وقال خفاف بن ندبة [3] : [من البسيط]
أبا خراشة أمّا كنت ذا نفر ... فإنّ قومي لم تأكلهم الضبع
والضّبع: السّنة. فجعل تنقّص الجدب، والأزمة، أكلا.
باب آخر مما يسمونه أكلا
وقال مرداس بن أديّة [4] : [من البسيط]
وأدّت الأرض منّي مثل ما أكلت ... وقرّبوا لحساب القسط أعمالي
وأكل الأرض لما صار في بطنها: إحالتها له إلى جوهرها.
[باب آخر في المجاز والتشبيه بالأكل]
(باب آخر)
1273-[في المجاز والتشبيه بالأكل]
وهو قول الله عزّ وجلّ: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً
[5] وقوله
__________
[1] ديوان أوس بن حجر 87، والسمط 492، والأول في اللسان والتاج (شرط، عصم) ، وأساس البلاغة (شرط) ، والعين 6/236، والجمهرة 726، والسمط 492، والفاخر 123، والثاني في أساس البلاغة (أكل) .
[2] في ديوانه: «قال ابن السكيت: أشرط نفسه: جعلها علما للموت، ومنه أشراط الساعة. ويقال:
أشرط نفسه في ذلك الأمر؛ أي خاطر بها. والمعصم: المتعلق بالحبل. والسبب: الحبل» .
[3] البيت لخفاف بن ندبة في ديوانه 533، وللعباس بن مرداس في ديوانه 106، والاشتقاق 313، والخزانة 4/13، 14، 17، 200، 5/445، 6/532، 11/62، وشرح شذور الذهب 242، وشرح شواهد المغني 1/116، 179، وشرح قطر الندى 140، وشرح المفصل 2/99، 8/132، والكتاب 1/293، والمقاصد النحوية 2/55، واللسان (خرش، ضبع) ، وبلا نسبة في الأزهية 147، والإنصاف 71، ومغني اللبيب 1/35، واللسان والتاج (ما) ، وأوضح المسالك 1/265، والجنى الداني 528.
[4] البيت في شعر الخوارج 50.
[5] 10/النساء: 4.

الصفحة 12