كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

ولذكر العصفور موضع آخر: وذلك أنّ العصافير تصيح مع الصّبح. وقال كلثوم ابن عمرو [1] : [من البسيط]
يا ليلة لي بحوّارين ساهرة ... حتى تكلم في الصبح العصافير
وقال خلف الأحمر [2] : [من المتقارب]
فلما أصاتت عصافيره ... ولاحت تباشير أرواقه [3]
غدا يقتري أنفا عازبا ... ويلتسّ ناضر أوراقه [4]
وقال الوليد بن يزيد [5] : [من مجزوء الوافر]
فلما أن دنا الصبح ... بأصوات العصافير
1375-[أحلام العصافير]
ولها موضع آخر. وذلك أنهم يضربون المثل بأحلام العصافير لأحلام السّخفاء [6] . وقال دريد بن الصّمّة [7] : [من البسيط]
يا آل سفيان ما بالي وبالكم ... أنتم كثير وفي أحلام عصفور
وقال حسّان بن ثابت [8] : [من البسيط]
لا بأس بالقوم من طول ومن عظم ... جسم البغال وأحلام العصافير
ومن هذا الباب في معنى التّصغير والتّحقير، قول لبيد [9] : [من الطويل]
فإن تسألينا فيم نحن فإننا ... عصافير من هذا الأنام المسحّر
__________
[1] البيت في العمدة 1/267، والموشح 293، وبلا نسبة في معجم البلدان 2/315 (حوارين) ، وتقدم في 2/407.
[2] البيتان في مجمع الذاكرة 1/156.
[3] أصاتت: صوتت. الأرواق: جمع روق، وأرواق الليل أثناء ظلمته.
[4] يقتري: يتتبع. أنفا: لم يرعه أحد قبله. عازبا: بعيدا. يلتس: يأكل.
[5] البيت للوليد بن يزيد في الكامل 1/12 (المعارف) ، وليس في ديوانه، وهو ليزيد بن ضبة في الأغاني 7/94، 97.
[6] ثمار القلوب 388 (713) .
[7] ديوان دريد بن الصمة 74، وثمار القلوب 388 (713) .
[8] ديوان حسان بن ثابت 1/219 (دار صادر) ، وثمار القلوب 388 (713) ، والخزانة 4/72، وشرح شواهد المغني 1/210، والكتاب 2/73، والمقاصد النحوية 2/362، وشرح أبيات سيبويه 1/554.
[9] ديوان لبيد 56، واللسان (سحر) ، والتهذيب 4/292، وديوان الأدب 2/353، والبيان-

الصفحة 126