كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

1378-[عصافير النعمان]
وأكرم فحل كان للعرب من الإبل كان يسمى عصفورا، وتسمى أولاده عصافير النّعمان [1] .
وكانوا يقولون: صنع به الملك كذا وكذا، وحباه بكذا وكذا، ووهب له مائة من عصافيره.
وعصفور، وداعر، وشاغر، وذو الكبلين: فحولة إبل النعمان.
وعصافير الرّحل [2] واحدها عصفور.
1379-[عصفور القواس]
وعصفور القوّاس إليه تضاف القسيّ العصفورية [3] . وقد ذكره ابن يسير حين دعا على حمام له بالشّواهين، والصّقورة، والسّنانير والبنادق، فقال [4] : [من الكامل]
من كلّ أكلف بات يدجن ليله ... فغدا بغدوة ساغب ممطور [5]
ضرم يقلّب طرفه متأنّسا ... شيئا فكنّ له من التّقدير [6]
يأتي لهنّ ميامنا ومياسرا ... صكّا بكلّ مذلّق مطرور [7]
لا ينج منه شريدهنّ، فإن نجا ... شيء فصار بجانبات الدّور [8]
لمشمّرين عن السّواعد حسّر ... عنها بكلّ رشيقة التّوتير [9]
ليس الذي تشوي يداه رميّة ... فيهم بمعتذر ولا معذور [10]
يتبوّعون مع الشروق غديّة ... في كل معطية الجذاب نتور [11]
__________
[1] هو النعمان بن المنذر، انظر الأغاني 11/28، وانظر ما تقدم في 3/198.
[2] عصافير الرحل: خشبات تكون في الرحل يشد بها رؤوس الأحناء.
[3] انظر البيان 3/72، الحاشية الثانية.
[4] الأبيات لمحمد بن يسير الرياشي في ديوانه 79- 80، والأغاني 14/34- 39، وانظر البيان 3/73.
[5] في ديوانه: «الكلفة: لون بين السواد والحمرة. الدّجن: إلباس الغيم أقطار السماء. الساغب:
الجائع. الممطور: الذي أصابه المطر» .
[6] في ديوانه: «ضرم: اشتد جوعه. تأنّس البازي: نظر رافعا رأسه» .
[7] الصك: الضرب. المذلق: المحدد. المطرور: المحدد أيضا.
[8] الجانب: الغريب.
[9] مشمرين عن السواعد: يقصد الصيادين بالسهام. التوتير: شد الوتر.
[10] أشوى الرمية: لم يصب الصيد.
[11] يتبوع: يمد باعه. معطية الجذاب: عند المجاذبة، وأراد بها القوس. النتور: الشديدة الجذب.

الصفحة 129