ما زلت تحسب كلّ شيء بعدهم ... خيلا تشدّ عليكم ورجالا
قال يونس: أخذ هذا المعنى من قول الله: يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ
[1] .
وقال الشاعر [2] : [من الطويل]
كأن بلاد الله وهي عريضة ... على الخائف المطلوب كفّة حابل [3]
يؤدّى إليه أنّ كلّ ثنيّة ... تيمّمها ترمي إليه بقاتل [4]
وقال بشّار في شبيه ذلك [5] : [من الوافر]
كأنّ فؤاده كرة تنزّى ... حذار البين لو نفع الحذار [6]
جفت عيني عن التّغميض حتى ... كأنّ جفونها عنه قصار
يروّعه السّرار بكلّ أمر ... مخافة أن يكون به السّرار [7]
وقال عبيد بن أيّوب [8] : [من الطويل]
لقد خفت حتى لو تطير حمامة ... لقلت عدوّ أو طليعة معشر
فإن قيل خير قلت هذا خديعة ... وإن قيل شرّ قلت حقّا فشمرّ
وخفت خليلي ذا الصّفاء ورابني ... وقلت: فلانا أو فلانة فاحذر
__________
[1] 4/المنافقون: 63.
[2] البيتان لعبد الله بن العجاج في الأغاني 13/162، وديوانه 311- 312، ولعبيد بن أيوب العنبري في أشعار اللصوص 130، والحماسة البصرية 1/29، ولباب الآداب 324- 325، وللطرماح في ملحق ديوانه (316) ، وله أو لعبيد بن أيوب في مجموعة المعاني 130، وبلا نسبة في الكامل 2/103 (المعارف) ، والبيت الأول بلا نسبة في اللسان والتاج (كفف) ، والتهذيب 4/139، وثمار القلوب 743، (898) ونسب سهوا إلى الأعشى في عمدة الحفاظ (عرض) .
[3] كفة الحابل: حبالة الصائد التي يأخذ بها الصيد.
[4] يؤدّى إليه: يخيل إليه. الثنية: الطريق في الجبل. تيممها: قصدها.
[5] الأبيات لبشار بن برد في ديوانه 1/249، والمختار من شعره 7، وأمالي القالي 2/61، والحماسة البصرية 2/116، والكامل 2/50 (المعارف) ، وطبقات ابن المعتز 29، ولنصيب في ديوانه 89، ولهما معا في اللسان (نزا) ، وانظر ما ورد في حاشية الحماسة البصرية 2/116.
[6] تنزى: أصلها تتنزى: تتوثب.
[7] السرار: المسارة.
[8] الأبيات في أشعار اللصوص 221، والحماسة البصرية 1/111، وحماسة البحتري 260، ومجموعة المعاني 77.