كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

وقال قائل لإسماعيل بن حماد: أيّ اللّحمان أطيب؟ قال: لحوم الناس، هي والله أطيب من الدجاج، ومن الفراخ، والعنوز الحمر [1] .
ويقولون في باب آخر: فلان يأكل الناس. وإن لم يأكل من طعامهم شيئا.
وأما قول أوس بن حجر [2] : [من الطويل]
وذو شطبات قدّه ابن مجدّع ... له رونق ذرّيّه يتأكّل [3]
فهذا على خلاف الأول. وكذلك قول دهمان النهري [4] : [من الرمل]
سألتني عن أناس أكلوا ... شرب الدّهر عليهم وأكل
فهذا كله مختلف، وهو كله مجاز.
[باب آخر في مجاز الذوق]
(باب آخر)
1274-[في مجاز الذوق]
وهو قول الرّجل إذا بالغ في عقوبة عبده: ذق! و: كيف ذقته؟! و: كيف وجدت طعمه! وقال عزّ وجلّ: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ
[5] .
وأما قولهم: «ما ذقت اليوم ذواقا» [6] ، فإنه يعني: ما أكلت اليوم طعاما، ولا شربت شرابا، وإنما أراد القليل والكثير، وأنه لم يذقه، فضلا عن غير ذلك.
__________
[1] العنوز: جمع عنز، وهي الأنثى من المعز.
[2] ديوان أوس بن حجر 95، وديوان المعاني 2/57.
[3] في ديوانه: «الشطبات: جمع شطبة، وهي الطريقة من طرائق السيف. قده: قطعه وصنعه. وابن مجدع: قين مشهور بصنع السيوف. الرونق: ماء السيف وصفاؤه وحسنه. الذري: التلألؤ واللمعان. يتأكل: يبرق ويلمع بشدة» .
[4] لم يرد البيت منسوبا إلى دهمان النهري في المصادر المتاحة، وهو للنابغة الجعدي في ديوانه 92، 98، والأزهية 285، واللسان والتاج (طرب، أكل) ، وأساس البلاغة (شرب) ، والمعاني الكبير 1208، وأمالي المرتضى 1/66، وبلا نسبة في مجمع الأمثال 1/42، وانظر المستقصى 2/283.
[5] 49/الدخان: 44.
[6] المثل في مجمع الأمثال 2/281، والمستقصى 2/321، وأمثال ابن سلام 390.

الصفحة 14