كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

يعجّل الرحمن بالعقاب ... لعامرات البيت بالخراب
حتى يعجّلن إلى الثياب ... كحل العين وقصّ الرقاب [1]
مستتبعات خلفة الأذناب ... مثل مداري الحصن السّلّاب [2]
ثم دعا عليهنّ بالسّنّور فقال:
أهوى لهنّ أنمر الإهاب ... منهرت الشّدق حديد النّاب [3]
كأنما برثن بالحراب
1405-[تشبيه عضلات الإنسان بالجرذان]
وتوصف عضل الحفّار والماتح [4] والذي يعمل في المعادن، فتشبّه بالجرذان، إذا تفلّق لحمه عن صلابة، وصار زيما [5] . قال الرّاجز [6] : [من الرجز]
أعددت للورد، إذا الورد حفز ... غربا جرورا وجلالا خزخز [7]
وماتحا لا ينثني إذا احتجز ... كأنّ جوف جلده إذا احتفز [8]
في كلّ عضو جرذين أو خزز
والخزز: ذكر الأرانب واليرابيع.
1406-[أنواع الفأر]
والزّباب، والخلد، واليرابيع، والجرذان، كله فأر. ويقال لولد اليرابيع درص وأدراص. والخلد أعمى، لا يزال كذلك. والزّباب أصمّ، لا يزال كذلك. وأنشد [9] :
[من مجزوء الكامل]
__________
[1] وقص: جمع وقصاء، وهي القصيرة العنق.
[2] المداري: جمع مدرى، وهو المشط. الحصن: جمع حصان، ووهي المرأة العفيفة.
[3] الإهاب: الجلد. منهرت: واسع. الحديد: الحاد.
[4] الماتح: الذي نيزع الماء من رأس البئر.
[5] أيما: متفرقا.
[6] الرجز بلا نسبة في اللسان والتاج (خزز) ، والجمهرة 1167، والمنصف 1/27، والتهذيب 6/555، وسر صناعة الإعراب 2/477.
[7] الغرب: الدلو العظيمة. الجلال: الجليل العظيم، وأراد به البعير. الخزخز: القوي الشديد.
[8] الماتح: الذي ينزع الماء من رأس البئر. احتجز: شد إزاره على حجزته، والحجزة: معقد الإزار احتفز: اجتهد.
[9] تقدم البيت في الفقرة (2015) ، 4/458، وهو للحارث بن حمزة. في عيون الأخبار 2/96،-

الصفحة 141