كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

وهم زباب حائر ... لا تسمع الآذان رعدا
هكذا أنشدونا.
1407-[شعر وخبر في الفأر]
وأنشد الأصمعي لمزرّد بن ضرار، في تشبيه الجرع في حلوق [1] الإبل بجثمان [2] الزّباب- وهو الشكل الذي وصفناه- فقال في وصف ضيف له سقاه، فوصف جرعه:
[من الطويل]
فقلت له اشرب لو وجدت بهازرا ... طوال الذّرى من مفرهات خناجر [3]
ولكنما صادفت ذودا منيحة ... لمثلك يأتي للقرى غير عاذر [4]
فأهوى له الكفّين وامتدّ حلقه ... بجرع كأثباج الزّباب الزّنابر [5]
وقال أعرابيّ وهو يطنز [6] بغريم له، ويذكر قرص الفأر الصّكاك، عند فراره منه:
«الزم الصّكّ لا يقرضه الفأر!» تهزّؤوا به [7] : [من البسيط]
أهون عليّ بسيّار وصفوته ... إذا جعلت ضرارا دون سيّار [8]
التّابعي ناشرا عندي صحيفته ... في السوق بين قطين غير أبرار [9]
جاؤوا إليّ غضابا يلغطون معا ... يشفي إراتهم أن غاب أنصاري [10]
لمّا أبوا جهرة إلا ملازمتي ... أجمعت مكرا بهم في غير إنكار
__________
- واللسان والتاج (بب) ، والخزانة 5/113، والتهذيب 13/171، والمعاني الكبير 656.
[1] الحلوق: جمع حلق.
[2] الجثمان: الجسم.
[3] البهازر: جمع بهزرة، وهي الناقة الجسمية الضخمة. الذرى أعالي أسنمة الإبل. المفرهات: التي تلد الفره، والفره: جمع فاره: وهو النشيط القوي. الخناجر: جمع خنجر وخنجرة، وهي الناقة الغزيرة.
[4] الذود: الجماعة من الإبل. المنيحة: منحة اللبن.
[5] أثباج: جمع ثبج، وهو معظم كل شيء. الزنابر: جمع زنبور.
[6] الطنز: السخرية.
[7] الأبيات لصخر بن الجعد في الأغاني 22/38، ومعجم البلدان 1/301 (بئر مطلب) ، وبلا نسبة في عيون الأخبار 1/254، والعقد الفريد 2/300، والوحشيات 296. ر
[8] الصفوة: خالص الأصدقاء.
[9] القطين: الأتباع.
[10] اللغط: الجلبة. الإرات: جمع إرة، وهي النار.

الصفحة 142