كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

فإن أهديت ذاك ليحملوني ... على نعل فدقّ الله رجلي [1]
أناس تائهون، لهم رواء [2] ... تغيم سماؤهم من غير وبل [3]
إذا انتسبوا ففرع من قريش ... ولكنّ الفعال فعال عكل [4]
والحتيّ، المقل على وجهه، وقال أبو ذؤيب [4] : [من البسيط]
لا درّ درّي إن أطعمت نازلهم ... قرف الحتيّ وعندي البرّ مكنوز [5]
باب آخر مما للسنور فيه فضيلة على جميع أصناف الحيوان ما خلا الإنسان
وإذا قال القائل: فلان وضع كتابا في أصناف الحيوان- فليس يدخل فيها الملائكة والجنّ. وعلى هذا كلام الناس.
وللحيوان موضع آخر، وهو قول الله عزّ وجلّ في كتابه: وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ
[6] .
قد علمنا أن العجم من السّباع والبهائم، كلما قربت من مشاكلة الناس كان أشرف لها والإنسان هو الفصيح وهو الناطق.
1422-[إطلاق الناطق على الحيوان]
وقد يشتقّون لسائر الحيوان الذي يصوّت ويصيح، اسم الناطق إذا قرنوه في
__________
[1] الدق: الكسر.
[2] تائهون: من التيه، وهو الكبر. الرواء: من الرؤية، وهو حسن المنظر في البهاء. الوبل: المطر الغزير.
[3] عكل: قبيلة فيهم غباوة وقلة فهم.
[4] البت لأبي ذؤيب الهذلي في البيان 1/17، وشرح شواهد الشافية 488، وللمتنخل الهذلي في الجمهرة 67، والسمط 157، وشرح أشعار الهذليين 1263، وديوان الهذليين 2/87، واللسان (برر، كنز) ، والتاج (حتي) ، والمعاني الكبير 384، وللهذلي في الكتاب 2/89، واللسان (حتا) ، وبلا نسبة في اللسان (درر) .
[5] لا در دره: أي لا كان له خير يدر على الناس، وفي ديوان الهذليين: «يقول: لا رزقت الدر، كأنه قال ذلك لنفسه كالهازئ. وقرف كل شيء ما قرف يعني ققشره. والحتي: المقل، وهو الدّوم» .
[6] 64/العنكبوت: 29، والحيوان في هذه الآية مصدر كالحياة.

الصفحة 154