كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

وقال علقمة بن عبدة [1] : [من البسيط]
وقد أصاحب فتيانا طعامهم ... حمر المزاد ولحم فيه تنشيم [2]
يقول: هذا طعامهم في الغزو والسفر البعيد الغاية، وفي الصيف الذي يغيّر الطعام والشراب.
والغزو على هذه الصفة من المفاخر؛ ولذلك قال الأول [3] : [من مجزوء الكامل]
لا لا أعقّ ولا أحو ... ب ولا أغير على مضر
لكنّما غزوي إذا ... ضجّ المطيّ من الدّبر
وعلى المعنى الأول قول الشاعر [4] : [من الرجز]
قالت ألا فاطعم عميرا تمرا ... وكان تمري كهرة وزبرا
وعلى المعنى الأول قال حاتم: «هذا فصدي أنه!» [5] ولذلك قال الرّاجز [6] : [من الرجز]
لعامرات البيت بالخراب
يقول: هذا هو عمارتها.
__________
[1] ديوان علقمة 77، وأساس البلاغة (نشم) ، والمفضليات 403، وبلا نسبة في اللسان والتاج (نشم) ، والتهذيب 11/382.
[2] في ديوانه: «قوله: طعامهم خضر المزاد، فيه قولان: أحدهما أن يكون ماؤهم في مزادة، قد طحلبت لطول الغزو أو السفر وتغيرت؛ والآخر: أن يريد أن الماء نفد عندهم لطول السفر، فكانوا إذا جهدهم العطش افتظّوا الكروش فشربوا ما فيها من الماء؛ وذلك الماء أخضر لما في الكروش من بقية العلف. و «التنشيم» التغيير. ووصف في البيت جلادته، وبعد همته» .
[3] البيتان للحارث بن يزيد جد الأحيمر السعدي، وهما في البيان 3/200، وتقدما في 1/88.
[4] تقدم البيتان في 4/394.
[5] ورد هذا القول في عمدة الحفاظ 1/134، 3/106، وهو من الأمثال في مجمع الأمثال 2/394، وانظر الأغاني 17/391، وديوان حاتم الطائي 275، البيت رقم 104 وتعليق المحقق عليه، والفصد: كانوا يفصدون النوق في الجدب، ويستقبلون موضع الفصد برأس معى، فإذا امتلأ شدوا رأسه وشووه وأكلوه ضرورة. وانظر ما تقدم في 4/394، س 6.
[6] الرجز بلا نسبة في البيان 1/152، وديوان المعاني 2/151، وربيع الأبرار 5/470، وتقدم في 4/394، وسيعيده الجاحظ في الصفحة 141.

الصفحة 17