كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً
[1] وقد قال تعالى: نَذِيراً لِلْبَشَرِ
[2]- فلم يبق أن يكون مع ذلك قولهم معارضة، وأن يعدّ في باب الموازنة.
1297-[ما قيل من الشعر في البرد]
ومما قالوا في البرد قول الكميت [3] : [من المتقارب]
إذا التفّ دون الفتاة الضّجيع ... ووحوح ذو الفروة المرمل [4]
وراح الفنيق مع الرائحات ... كإحدى أوائلها المرسل [5]
وقال الكميت أيضا في مثل ذلك [6] : [من البسيط]
وجاءت الريح من تلقاء مغربها ... وضنّ من قدره ذو القدر بالعقب [7]
وكهكه المدلج المقرور في يده ... واستدفأ الكلب في المأسور ذي الذّئب [8]
وقال في مثله جران العود [9] : [من الوافر]
ومشبوح الأشاجع أريحيّ ... بعيد السّمع، كالقمر المنير [10]
رفيع الناظرين إلى المعالي ... على العلّات في الخلق اليسير [11]
يكاد المجد ينضح من يديه ... إذا دفع اليتيم عن الجزور [12]
__________
[1] 158/الأعراف: 7.
[2] 36/المدثر: 74.
[3] ديوان الكميت 2/14، والبيت الأول في اللسان والتاج (فرا) ، والتهذيب 15/241.
[4] وحوح الرجل من البرد: إذا ردد نفسه في حلقه حتى تسمع له صوتا. الفروة: الوفضة التي يجعل فيها السائل صدقته. المرمل: الذي نفذ زاده.
[5] الفنيق: الفحل المكرم من الإبل، لا يركب لكرامته على أهله.
[6] ديوان الكميت 1/127، والبيت الثاني في اللسان والتاج والأساس (كهه) .
[7] العقب: جمع عقبة، وهي المرقة ترد في القدر المستعارة، فقد كانوا إذا استعاروا قدرا ردوا فيها شيئا من المرق.
[8] كهكه المقرور تنفس في يده ليسخنها بنفسه من شدة البرد.
المأسور: المشدود بالإسار وهو القد الذي يؤسر به القتب، والقتب: وهو الفرجة بين دفّتي الرحل.
[9] ديوان جران العود 24- 28.
[10] مشبوح الأشاجع: عريض الكف، والأشجع، العصب الذي على ظاهر الكف. الأريحي: الذي يرتاح للمعروف. السمع: المقصود بها: الذكر الحسن.
[11] على العلات: على كل حال.
[12] الجزور: الناقة المجزورة. جزر الناقة: نحرها وقطعها.

الصفحة 39