كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

تدلّت عليها الشمس حتى كأنه ... من الحر يرمى بالسكينة نورها [1]
سجودا لدى الأرطى كأن رؤوسها ... علاها صداع أو فوال يصورها [2]
وقال القطاميّ [3] : [من البسيط]
فهن معترضات والحصى رمض ... والريح ساكنة والظلّ معتدل [4]
حتى وردن ركيّات الغوير وقد ... كاد الملاء من الكتّان يشتعل [5]
وقال الشماخ بن ضرار [6] : [من الطويل]
كأنّ قتودي فوق جأب مطرّد ... من الحقب لاحته الجداد الغوارز [7]
طوى ظمأها في بيضة القيظ بعدما ... جرت في عنان الشّعريين الأماعز [8]
وظلّت بيمؤود كأن عيونها ... إلى الشمس، هل تدنو، ركيّ نواكز [9]
__________
[1] السكينة: السكون. النور: جمع نوار، وهي النفور من الظباء والوحش.
[2] الأرطى: شجر تتخذ الظباء في أصوله كنسها. فوال: جمع فالية، وهي التي تفلي الرأس. يصورها: يميلها.
[3] ديوان القطامي 26- 27، والبيت الأول بلا نسبة في اللسان والتاج (رمض) ، والتهذيب 12/32، والبيت الثاني في اللسان والتاج (عور) ، ونظام الغريب 222.
[4] في ديوانه: «فهن: يعني النوق. الحصى رمض: حار» .
[5] الركيات: جمع ركية؛ وهي البئر. الغوير: موضع. الكتان: هاهنا القطن.
[6] ديوان الشماخ 175- 176، وجمهرة أشعار العرب 824، والبيت الأول في اللسان والتاج (جدد) ، والعين 6/8، والجمهرة 706، والتهذيب 10/462، وبلا نسبة في الجمهرة 264، والمجمل 1/419، والبيت الثاني في اللسان والتاج (بيض، عنن) ، والأساس (بيض) ، والعين 1/90، والمقاييس 4/19، والجمهرة 825، والكامل 928 (الدالي) ، وبلا نسبة في التهذيب 1/110، 12/89، والثالث في اللسان والتاج (مأد) .
[7] في ديوانه: «القتود: جمع قتد، وهو خشب الرحل. الجأب: الصلب الشديد من حمير الوحش المطرد: الذي طردته الرماة، أعني مطاردة الصائد إياه. الحقب: جمع أحقب، وهو الحمار الأبيض الحقوين. لاحته: غيرته. الجداد: جمع جدود، وهي التي يبس لبنها. الغوارز: جمع غارز، وهي التي قلّت ألبانها» .
[8] في ديوانه: «طوى ظمأها: زاد فيه. بيضة القيظ: وقت اشتداد الحر وتلهبه. الشعريان: هما شعرى العبور؛ وشعرى الغميصاء، وهما من نجوم القيظ. الأماعز: جمع أمعز: أي جرى بها السراب بعد ما طلعت الشعرى» .
[9] في ديوانه: «يمؤود: واد بعطفان. هل: بمعنى إذ، أي حين تدنو. الركي: الآبار. النواكز: الغوائر، نكزت البئر تنكز نكوزا: إذا ذهب ماؤها» .

الصفحة 43