كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

ولهذه الأبيات كان الحطيئة والفرزدق يقدّمان الشماخ بغاية التقديم.
وقال الراعي [1] : [من الوافر]
ونار وديقة في يوم هيج ... من الشّعرى نصبت لها الجبينا [2]
إذا معزاء هاجرة أرنّت ... جنادبها وكان العيس جونا [3]
وقال مسكين الدارمي [4] : [من الطويل]
وهاجرة ظلّت كأنّ ظباءها ... إذا ما اتّقتها بالقرون سجود
تلوذ لشؤبوب من الشّمس فوقها ... كما لاذ من حرّ السّنان طريد [5]
وقال جرير [6] : [من الطويل]
وهاجد موماة بعثت إلى السّرى ... وللنّوم أحلى عنده من جنى النّحل [7]
يكون نزول الركب فيها كلا ولا ... غشاشا ولا يدنون رحلا إلى رحل [8]
ليوم أتت دون الظلال سمومه ... وظلّ المها صورا جماجمها تغلي [9]
وفيها يقول جرير: [من الطويل]
تمنّى رجال من تميم لي الرّدى ... وما ذاد عن أحسابهم ذائد مثلي [10]
__________
[1] ديوان الراعي النميري 266، والأزمنة والأمكنة 1/287، والأول في اللسان والتاج (هيج) .
[2] الوديقة: حر نصف النهار: يوم هيج: يوم ريح.
[3] المعزاء: الأرض الحزنة الغليظة. الهاجرة: نصف النهار عند اشتداد الحر. أرنّت: صوّتت.
[4] ديوان مسكين الدارمي 32، وحماسة القرشي 463، ومعاهد التنصيص 2/119، والبيت الثاني بلا نسبة في اللسان والتاج (أول) والتهذيب 15/441، والجمهرة 1305.
[5] تلوذ: تلجأ. الشؤبوب: الدفعة من المطر، واستعارها هنا ليدل على شدة حرارة الشمس.
[6] ديوان جرير 461 (الصاوي) ، والنقائض 160- 161، والأبيات من قصيدة في هجاء البعيث والفرزدق.
[7] الهاجد: الساهر. الموماة: الفلاة.
[8] كلا: أي مثل «لا» سرعة النطق بها. الغشاش: العجلة.
[9] دون الظلال: قريبا منها. السموم: الريح الحارة.
المها: جمع مهاة، وهي البقرة الوحشية. الصور: جمع أصور وهو المائل العنق.
[10] بهذا البيت يرد جرير على الفرزدق الذي قال:
(أنا الضامن الراعي عليهم وإنما ... يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي)
وهذا البيت هو الثامن من قصيدته في النقائض 127- 157، وديوانه 2/153 (صادر) .

الصفحة 44