كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

هل يشتمنّي لا أبا لكم ... دنس الثّياب كطابخ القدر
جعل تمطّى في غيابته ... زمر المروءة ناقص الشّبر [1]
لزبابة سوداء حنظلة ... والعاجز التّدبير كالوبر
ويضرب المثل بنتن الوبر؛ ولذلك يقول الشاعر [2] : [من الوافر]
تطلّى وهي سيّئة المعرّى ... بوضر الوبر تحسبه ملابا [3]
ونتن الوبر هو بوله.
1880-[مما يتمازح به الأعراب]
ومما تتمازح به الأعراب، فمن ذلك قول الشاعر: [من الرجز]
قد هدم الضّفدع بيت الفاره ... فجاء الرّبية والوباره [4]
وحلم يشدّ بالحجاره [5]
وهذا مثل قولهم: [من الرجز]
اختلط النّقد على الجعلان ... وقد بقي دريهم وثلثان
1881-[الظربان]
وأمّا قوله:
36- «والظّربان الورد قد شفّه ... حبّ الكشي والوحر الحمر [6]
37-[يلوذ منه الضبّ مذلوليا ... ولو نجا أهلكه الذّعر] [7]
38- وليس ينجيه إذا ما فسا ... شيء ولو أحرزه قصر»
__________
[1] الغيابة: المنهبط من الأرض، ومكان هذه الكلمة في 3/247 (عمايته) . زمر المروءة: قليلها.
الشبر: العطاء.
[2] البيت لجرير في ديوانه 820، واللسان والتاج (لوب، صنن) ، والمقاييس 3/279، والتهذيب 12/116.
[3] البيت في هجاء بني نمير، تطلى: تتطلى. المعرى: المجرد. الوضر: الدرن؛ وما يشمه الإنسان من ريح يجده من طعام فاسد. الملاب: الزعفران أو الطيب.
[4] الربية: دويبة بين الفأرة وأم حبين.
[5] الحلم: ضرب من القردان. يشد: يسرع في عدوه.
[6] الكشى: جمع كشية؛ وهي شحمة صفراء في ظهر الضب. الوحر: جمع وحرة، وهي دويبة صغيرة حمراء لها ذنب دقيق تمصع به إذا عدت.
[7] لم يرد البيت في الأصل، واستدراكه لازم لالتئام الكلام.

الصفحة 511