كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

3- كأنّ خصييه إذا أكبّا ... فرّوجتان تطلبان حبّا
5- أو ثعلبان يحفزان ضبّا [1]
وأنشد الفرزدق [2] : [من الطويل]
أبوك سليم قد عرفنا مكانه ... وأنت بجيريّ قصير قوائمه
ومن يجعل الظّربى القصار ظهورها ... كمن رفعته في السّماء دعائمه
1882-[سلاح بعض الحيوان]
قال: والظّربان يعلم أنّ سلاحه في فسائه، ليس شيء عنده سواه، والحبارى تعلم أنّ سلاحها في سلحها ليس لها شيء سواه، قال: ولها في جوفها خزانة لها فيها أبدا رجع [3] معدّ فإذا احتاجت إليه وأمكنها الاستعمال استعملته، وهي تعلم أنّ ذلك وقاية لها، وتعرف مع ذلك شدّة لزجه، وخبث نتنه، وتعلم أنها تساور بذلك الزّرّق [4] ، وأنها تثقله فلا يصيد.
ويعلم الدّيك أنّ سلاحه في صيصيته [5] ، ويعلم أنّ له سلاحا، ويعلم أنّه تلك الشوكة، ويدري لأيّ مكان يعتلج، وأيّ موضع يطعن به.
والقنافذ تعلم أنّ فروتها جنّة [6] وأنّ شوك جلدها وقاية. فما كان منها مثل الدّلدل ذوات المداري [7] فإنها ترمي فلا تخطئ، حتى يمرّ مرور السهم المسدّد. وإن كانت من صغارها قبضت على الأفعى وهي واثقة بأنّه ليس في طاقة الأفعى لها من المكروه شيء. ومتى قبضت على رأس الأفعى فالخطب فيها يسير. وإن قبضت على الذنب أدخلت رأسها فقرضتها وأكلتها أكلا، وأمكنتها من جسمها، تصنع ما شاءت؛ ثقة منها بأنّه لا يصل إليها بوجه من الوجوه.
والأجناس التي تأكل الحيّات: القنافذ، والخنازير، والعقبان، والسّنانير،
__________
[1] حفزه: دفعه من خلفه.
[2] ديوان الفرزدق 815.
[3] الرجع: النجو والروث.
[4] الزرق: طائر بين البازي والباشق يصاد به.
[5] الصيصية: الشوكة التي في رجل الديك.
[6] الجنة: الوقاية.
[7] المداري: جمع مدرى، وهو شيء يعمل من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان المشط، وأراد به الشوك الطويل.

الصفحة 513