كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

وشرّ ما قال الرّجال الكذب ... صبّ عليه ضبع وذئب
سرحانة وجيأل قرشبّ ... ذيخ عدته رملة وهضب [1]
كأنه تحت الظّلام سقب ... يأخذ منه من رآه الرّعب [2]
أبو جراء مسّهنّ السّغب ... حتّى يقال حيث أفضى السحب [3]
وأنت نفّاق هناك ضبّ ... وصبّح الراعي مجرّا وغب [4]
ورخات بينهنّ كعب ... وأكرع العير وفرث رطب [5]
تقول: أدنوني إلى شرائه، ويقال ثرية لقيك لغة طائيّة.
وقال قرواش بن حوط [6] : [من الكامل]
نبّئت أن عقالا بن خويلد ... بنعاف ذي عدم وأنّ الأعلما [7]
ضبعا مجاهرة وليثا هدنة ... وثعيلبا خمر إذا ماء أظلما [8]
لا تسأماني من رسيس عداوة ... أبدا فلست بسائم إن تسأما [9]
غضّا الوعيد فما أكون لموعدي ... فيئا ولا أكلا له متخضّما [10]
فمتى ألاقكما البراز تلاقيا ... عركا يفلّ الحدّ شاكا معلما [11]
__________
[1] السرحانة: أنثى الذئب. جيأل: الضبع. القرشب: الأكول والمسن. الذيخ: ذكر الضباع الكثير الشعر. عدته: صرفته عنها.
[2] السقب: ولد الناقة.
[3] السغب: الجوع.
[4] نفق: دخل في نافقائه. مجرا: مجرأ، وهو الجريء. الوغب: اللئيم.
[5] الرخم: مما يقع على الجيف. الكعب: العظم لكل ذي أربع. العير: الحمار. الفرث: ما في الكرش من السرجين.
[6] الأبيات لقرواش بن حوط بن أنس في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 1460، والأبيات (2- 3- 4) في معجم الشعراء 224، والبيت الثاني في عيون الأخبار 1/166.
[7] النعاف: جمع نعف، وهو أنف الجبل. ذو عدم: واد باليمن، وموضع بنواحي المدينة.
[8] في شرح ديوان الحماسة والضبع يوصف بضعف القلب. والخمر ما واراك من الشجر. وصغّر الثعلب لأنه كلما كان أصغر كان على الروغان أقدر. إذا أظلما: أي دخلا في الظلمة خبثا، لأن الثعلب حاله كذا.
[9] «رسيس عداوة: مثل رسيس الحمى والهوى؛ ورسهما لما يبدأ منهما.
[10] غضا: كفّا، وأصل الغض: الكسر. الفيء: الغنيمة. الأكل: ما يؤكل. متخضما: مأكولا بسهولة، والخضم: أكل شيء يلين على الضرس. يقول: لا ألين لمن أراد أكلي.
[11] البراز: أي متبارزين. العرك: البطش في الحرب. الشاك: الشائك السلاح، وهو ذو الشوكة والحد في سلاحه.

الصفحة 518