كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

البعير، إذا كانت أمّ حبين في الأرض التي تكون فيها هذه الدّودة.
1890-[ذكر من يأكل بعض أصناف الحيوان]
قال [1] : وقال مدنيّ لأعرابي: أتأكلون الضّبّ؟ قال: نعم. قال: فاليربوع؟ قال:
نعم. قال: فالوحرة؟ قال: نعم. حتّى عدّ أجناسا كثيرة من هذه الحشرات. قال أفتأكلون أمّ حبين؟ قال: لا. قال: «فلتهن أمّ حبين العافية» .
قال ابن أبي كريمة [2] : سأل عمرو بن كريمة أعرابيّا- وأنا عنده- فقال:
أتأكلون القرنبى؟ قال: طال والله ما سال ماؤه على شدقي!.
وزعم أبو زيد النحويّ سعيد بن أوس الأنصاريّ، قال [3] : دخلت على رؤبة وإذا قدّامه كانون، وهو يملّ على جمره جرذا من جرذان البيت، يخرج الواحد بعد الواحد فيأكله، ويقول: هذا أطيب من اليربوع! يأكل التّمر والجبن، ويحسو الزّيت والسّمن.
وأنشد [4] : [من الوافر]
ترى التّيميّ يزحف كالقرنبى ... إلى تيميّة كقفا القدّوم
وقال آخر [5] : [من الكامل]
يدبّ على أحشائها كلّ ليلة ... دبيب القرنبى بات يعلو نقا سهلا
1891-[اليربوع]
قال: واليربوع دابّة كالجرذ، منكبّ على صدره؛ لقصر يديه طويل الرّجلين، له ذنب كذنب الجرذ يرفعه في الصعداء [6] إذا هرول. وإذا رأيته كذلك رأيت فيه اضطرابا وعجبا. والأعراب تأكله في الجهد وفي الخصب.
__________
[1] تقدم الخبر في 3/256، الفقرة (932) ، وتقدم هنا ص 389.
[2] تقدم الخبر في 3/256، الفقرة (932) ، وهو في ربيع الأبرار 5/473.
[3] الخبر في الأغاني 20/350، وربع الأبرار 5/472، وتقدم في 4/284، 5/.
[4] البيت برواية «كعصا المليل» منسوبا إلى جرير في ديوانه 438 (الصاوي) ، وعيون الأخبار 4/42 مع بيتين آخرين، واللسان والتاج (قرنب) ، والعين 5/264، وبلا نسبة في اللسان والتاج (ملل) ، والتهذيب 9/417، 5/352، والمخصص 16/17.
[5] البيت للأخطل في حياة الحيوان 2/209 (القرنبى) ، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في الكامل 1/282 (طبعة المعارف) ، 595 (الدالي) ، واللسان والتاج (قرنب) ، وتقدم بلا نسبة في 3/255، الفقرة (930) .
[6] أرض صعداء: يشتد صعودها على الراقي.

الصفحة 520