كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

وخذ نفق اليربوع واسلك سبيله ... ودع عنك إني ناطق وابن ناطق
وكن كأبي قطن على كلّ زائغ ... له منزل في ضيق العرض شاهق
وإنّما قال ذلك لاحتيال اليربوع بأبوابه التي يخرج من بعضها، إذا ارتاب بالبعض الآخر. وكذا كانت دار أبي قطنة الخناق بالكوفة في كندة، ويزعمون أنّه كان مولى لهم. وأنشد أبو عبيدة قال: أنشدني سفيان بن عيينة [1] : [من الهزج]
إذ ما سرّك العيش ... فلا تمرر على كنده
وقد قتل أبو قطنة وصلب.
1896-[الخناقون]
وممّن كان يخنق النّاس بالمدينة عديّة المدنيّة الصّفراء، وبالبصرة، رادويه.
والمرميّون بالخنق من القبائل وأصحاب النّحل والتأويلات هم الذين ذكرهم أعشى همدان في قوله [2] : [من الطويل]
إذا سرت في عجل فسر في صحابة ... وكندة فاحذرها حذارك للخسف
وفي شيعة الأعمى خناق وغيلة ... وقشب وإعمال لجندلة القذف
وكلّهم شرّ، على أنّ رأسهم ... حميدة والميلاء حاضنة الكسف
متى كنت في حيّي بجيلة فاستمع ... فإنّ لها قصفا يدلّ على حتف
إذا اعتزموا يوما على قتل زائر ... تداعوا عليه بالنّباح وبالعزف
وذلك أن الخناقين لا يسيرون إلّا معا، ولا يقيمون في الأمصار إلّا كذلك. فإذا عزم أهل دار على خنق إنسان كانت العلامة بينهم الضرب على دفّ أو طبل، على ما يكون في دور الناس، وعندهم كلاب مرتبطة فإذا تجاوبوا بالعزف ليختفي الصّوت ضربوا تلك الكلاب فنبحت. وربّما كان منهم معلّم يؤدّب في الدّرب، فإذا سمع تلك الأصوات أمر الصّبيان برفع الهجاء والقراءة والحساب.
1897-[المغيرية والغالية والمنصورية]
وأما الأعمى فهو المغيرة بن سعيد صاحب المغيرية، مولى بجيلة والخارج على
__________
[1] البيت في عيون الأخبار 2/147، وتقدم في 2/391، الفقرة (454) .
[2] الأبيات لأعشى همدان في عيون الأخبار 2/146- 147، وتقدمت منسوبة إلى حماد الراوية في 2/391، الفقرة (454) .

الصفحة 522