كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

تخال به السّمع الأزلّ كأنّه ... إذا ما عدا.....
(البيت)
1902-[قيام الذئب بشأن جراء الضبع]
ويقولون: إن الضبع إذا هلكت قام بشأن جرائها الذّئب وقال الكميت [1] : [من الطويل]
كما خامرت في حضنها أمّ عامر ... لذي الحبل حتّى عال أوس عيالها [2]
وأنشد أبو عبيدة في ذلك شعرا فسّر به المعنى، وهو قوله [3] : [من البسيط]
والذّئب يغذو بنات الذّيخ نافلة ... بل يحسب الذّئب أنّ النّجل للذّيب
يقول: لكثرة ما بين الذئاب والضباع من التّسافد يظن الذّئب أنّ أولاد الضبع أولاده.
1903-[أكل الأعراب للسباع والحشرات]
والأمر في الأعراب عجب في أكل السّباع والحشرات، فمنهم من يظهر استطابتها، ومنهم من يفخر بأكلها، كالّذي يقول [4] : [من الطويل]
أيا أمّ عمرو ومن يكن عقر داره ... جوار عديّ يأكل الحشرات
1904-[ما تحبه الأفاعي وما تبغضه]
وأمّا قوله:
40- «لا ترد الماء أفاعي النّقا ... لكنّها يعجبها الخمر
41- وفي ذرى الحرمل ظلّ ... إذا علا واحتدم الهجر»
فإن من العجب أنّ الأفعى لا ترد الماء ولا تريده، وهي مع هذا إذا وجدت الخمر شربت حتّى تسكر حتّى ربّما كان ذلك سبب حتفها [5]
__________
[1] ديوان الكميت 2/80، واللسان (وجر، جهز، عول، حضن) ، والتاج (جهز، عول، حضن) ، والتنبيه والإيضاح 2/240، والتهذيب 3/196، 6/35، 13/137، والمعاني الكبير 212، والمستقصى 1/77، وعيون الأخبار 2/79، والبرصان 165، وثمار القلوب (583) ، وبلا نسبة في اللسان والتاج (أوس) ، وتقدم في 1/130، الفقرة (157) .
[2] خامرت: استترت. ذو الحبل: الصائد.
[3] البيت بلا نسبة في اللسان (عول) ، والتهذيب 3/196.
[4] البيت النابغة الذبياني أو لأوس بن حجر في التهذيب 11/229، وليس في ديوان أي منهما، وبلا نسبة في اللسان والتاج (حشر) ، وانظر شبيها لهذا البيت في اللسان والتاج (ربا) ، والتهذيب 15/275.
[5] ربيع الأبرار 5/475.

الصفحة 527