كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

ويضرب الكركي إلى القنبر ... لا عانسا يبقى ولا محتلم
وقال: [من الكامل]
وبما أقول لصاحبي خلف ... إيها إليك تحذّرن خلف
فلو أنّ بيتك في ذرى علم ... من دون قلّة رأسه شعف
لخشيت قدرك أن يبيتها ... إن لم يكن لي عنه منصرف
وفي المثل: «كلّ طائر يصيد على قدره» [1] .
1923-[غدر الذّئب وخبثه وكسبه]
وأمّا قوله:
35- «والخلد كالذّئب على كسبه ... والفيل والأعلم كالوبر»
فإنّه يقال: «أغدر من ذئب» [2] ، و: «أخبث من ذئب» [3] ، و: «أكسب من ذئب» [4] ، على قول الآخر: [من الرجز]
أكسب للخير من الذّئب الأزلّ
والخير عنده في هذا الموضع ما يعيش ويقوت، والخير في مكان آخر: المال بعينه على قوله عزّ وجلّ: إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ
[5] ، وعلى قوله: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ
[6] ، أي إنّه من أجل حبّ المال لبخيل عليه، ضنين به، متشدّد فيه.
والخير في موضع آخر: الخصب وكثرة المأكول والمشروب، تقول: ما أكثر خير بيت فلان. والخير المحض: الطّاعة وسلامة الصدر.
__________
[1] المثل في المستقصى 2/228.
[2] مجمع الأمثال 2/67، والدرة الفاخرة 1/321، وجمهرة الأمثال 1/167، 2/79، والمستقصى 1/258.
[3] المثل برواية: «أخبث من ذئب الخمر» في مجمع الأمثال 1/259، والدرة الفاخرة 1/190، والمستقصى 1/92، وجمهرة الأمثال 1/412، 438، 462. وبرواية «أخبث من ذئب الغضى» في المصادر نفسها.
[4] مجمع الأمثال 2/168، والمستقصى 1/194، وجمهرة الأمثال 2/137، 175، والدرة الفاخرة 2/361، 366.
[5] 180/البقرة: 2.
[6] 8/العاديات: 100.

الصفحة 534