كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

1930-[ذكر ما لا يحترق]
وزعم ثمامة أن المأمون قال [1] : لو أخذ إنسان هذا الطّحلب الذي يكون على وجّه الماء، في مناقع المياه، فجفّفه في الظلّ وألقاه في النّار لما كان يحترق وزعموا [2] أنّ الفلفل لا يضرّه الحرق، ولا الغرق، والطّلق لا يصير جمرا أبدا.
قال: وكذلك المغرة.
فكأنّ هذا الطّائر في طباعه وفي طباع ريشه مزاج من طلاء النّفاطين [3] . وأظنّ هذا من طلق وخطميّ ومغرة [4] .
وقد رأيت عودا يؤتى به من ناحية كرمان لا يحترق. وكان عندنا نصرانيّ في عنقه صليب منه، وكان يقول لضعفاء الناس: هذا العود من الخشبة التي صلب عليها المسيح، والنّار لا تعمل فيها. فكان يكتسب بذلك، حتّى فطن له وعورض بهذا العود [5] .
1931-[الماهر]
وأمّا قوله:
43-
«كماهر يسبح في غمر»
فالماهر هو السّابح الماهر وقال الأعشى [6] : [من السريع]
مثل الفراتيّ إذا ما طما ... يقذف بالبوصيّ والماهر [7]
وقال الربيع بن قعنب: [من الرمل]
وترى الماهر في غمرته ... مثل كلب الماء في يوم مطر
__________
[1] الخبر في ثمار القلوب (663) ، وعيون الأخبار 2/107، وتقدم في 5/310.
[2] عيون الأخبار 2/107.
[3] النفاطون: الرماة بالنفط؛ وهو القطران.
[4] ورد هذا القول في ثمار القلوب (662) . الطلق: دواء إذا طلي به منع من الحرق. الخطمي: نبات يداوى به حرق النار. المغرة: طين أحمر يصبغ به.
[5] الخبر في ثمار القلوب (663) ، وعيون الأخبار 2/107، وتقدم في 5/310.
[6] ديوان الأعشى 191، واللسان (جدد، مهر، بوص، ظنن) ، والتاج (جدد، بوص، ظنن) ، والتنبيه والإيضاح 2/208، والتهذيب 6/299، والجمهرة 87، وديوان الأدب 3/72، 322، والعين 4/51.
[7] الفراتي: أراد ماء الفرات. البوصي: ضرب من السفن.

الصفحة 551