كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

ولو أنّ حرقوصا على ظهر قملة ... يكرّ على صفّي تميم لولّت
قالوا: ولو كان له جناحان لما أركبه ظهر القملة. وليس في قول الطّرمّاح دليل على ما قال.
وقال بعض الأعراب، وعض الحرقوص خصيته [1] : [من الوافر]
لقد منع الحراقيص القرارا ... فلا ليلا نقرّ ولا نهارا
يغالبن الرّجال على خصاهم ... وفي الأحراح دسّا وانجحارا
وقالت امرأة تعني زوجها [2] : [من الطويل]
[يغار من الحرقوص أن عضّ عضة ... بفخذي منها ما يجذّ، غيور] [3]
لقد وقع الحرقوص منّي موقعا ... أرى لذّة الدّنيا إليه تصير
وأنشدوا لآخر: [من الرجز]
برّح بي ذو النّقطتين الأملس ... يقرض أحيانا وحينا ينهس
فقد وصفه هذا كما ترى. وهذا يصدّق قول الآخر، ويردّ على من جعل الحراقيص من البراغيث. قال الآخر: [من البسيط]
يبيت باللّيل جوّابا على دمث ... ماذا هنالك من عضّ الحراقيص
1951-[الورل]
وسنقول في الورل بما أمكن من القول إن شاء الله تعالى. وعلى أنّا قد فرّقنا القول فيه على أبواب قد كتبناها قبل هذا.
قالوا [4] : الورل يقتل الضّبّ، وهو أشدّ منه، وأجود سلاحا وألطف بدنا. قالوا:
والسّافد منها يكون مهزولا، وهو الذي يزيف إلى الإنسان وينفخ ويتوعّد.
قال [5] : واصطدت منها واحدا فكسرت حجرا، وأخذت مروة فذبحته بها، حتّى قلت قد نخعته [6] . فاسبطرّ [7] لحينه فأردت أن أصغي إليه وأشرت بإبهامي في
__________
[1] البيتان في نهاية الأرب 10/305.
[2] البيتان في نهاية الأرب 10/305، والبيت الأول مستدرك من نهاية الأرب.
[3] الدمث: اللين السهل، ويعني به الخصى والأحراح.
[4] ربيع الأبرار 5/469.
[5] ثمة نقص في الكلام، وانظر هذا القول في ربيع الأبرار 5/469.
[6] نخعته: أصبت نخاعة.
[7] اسبطر: امتد.

الصفحة 563