كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

ينام بإحدى مقلتيه ويتّقي ال ... منايا بأخرى فهو يقظان هاجع
وأنا أظنّ هذا الحديث في معنى ما مدح به تأبّط شرّا [1] : [من الطويل]
إذا خاط عينيه كرى النّوم لم يزل ... له كالئ من قلب شيحان فاتك
ويجعل عينيه ربيئة قلبه ... إلى سلّة من حدّ أخضر باتك
1962-[قولهم: أسمع من قنفذ ومن دلدل]
ويقال: «أسمع من قنفذ» [2] ، وقد ينبغي أن يكون قولهم: «أسمع من الدّلدل» من الأمثال المولّدة.
1963-[المتقاربات من الحيوان]
وفرق ما بين القنفذ والدّلدل، كفرق ما بين الفأر والجرذان، والبقر والجواميس، والبخاتيّ والعراب، والضّأن والمعز، والذّر والنّمل، والجواف والأسبور [3] ، وأجناس من الحيّات، وغير ذلك؛ فإنّ هذه الأجناس منها ما يتسافد ويتلاقح، ومنها ما لا يكون ذلك فيها.
1964-[أمثال في الخنفساء]
ويقال [4] : «إنّه لأفحش من فاسية» وهي الخنفساء؛ لأنّها تفسو في يد من مسّها. وقال بعضهم: إنّه عنى الظّربان؛ لأنّ الظّربان يفسو في وسط الهجمة [5] ، فتتفرّق الإبل فلا تجتمع إلا بالجهد الشّديد.
ويقال: «ألجّ من الخنفساء» [6] . وقال خلف الأحمر وهو يهجو رجلا [7] : [من المتقارب]
ألجّ لجاجا من الخنفساء ... وأزهى إذا ما مشى من غراب
__________
[1] تقدم البيتان ص 449.
[2] مجمع الأمثال 1/355، والمستقصى 1/174، والدرة الفاخرة 1/218.
[3] الجواف والأسبور: ضرب من السمك. انظر ما تقدم في 3/127، الفقرة (721) .
[4] تقدمت هذه الفقرة في 3/243، الفقرة (907) .
[5] الهجمة: القطعة الضخمة من الإبل، قيل هي من الأربعين إلى ما دوين المائة، وقيل غير ذلك. انظر اللسان «هجم» .
[6] جمهرة الأمثال 2/180، والمستقصى 1/308، ويروى (ألح من الخنفساء) في مجمع الأمثال 2/250، والدرة الفاخرة 2/369.
[7] تقدم البيت في 3/243. الفقرة (702) .

الصفحة 569