وقال عمر [1] : «الشمس صلاء العرب» . وقال عمر: «العربيّ كالبعير، حيثما دارت الشمس استقبلها بهامته» .
ووصف الرّاجز إبلا فقال [2] : [من الرجز]
تستقبل الشمس بجمجماتها
وقال قطران العبسيّ [3] : [من الطويل]
بمستأسد القريان حوّ تلاعه ... فنوّاره ميل إلى الشمس زاهرة [4]
1312-[نبات الخيريّ]
والخيريّ [5] ينضم ورقه بالليل، وينفتح بالنهار.
ولإسماعيل بن غزوان في هذا نادرة. وهو أن سائلا سألنا من غير أهل الكلام، فقال: ما بال ورق الخيريّ ينضم بالليل وينتشر بالنهار؟ فانبرى له إسماعيل بن غزوان فقال: لأن برد الليل وثقله، من طباعهما الضمّ والقبض والتّنويم، وحرّ شمس النهار من طباعه الإذابة، والنشر، والبسط، والخفّة، والإيقاظ. قال السائل: فيما قلت دليل، ولكنه! قال إسماعيل: وما عليك أن يكون هذا في يدك، إلى أن تصيب شيئا هو خير منه.
وكان إسماعيل أحمر حليما، وكذلك كان الحراميّ. وكنت أظن بالحمر الألوان التسرع والحدّة، فوجدت الحلم فيهم أعمّ. وكنت أظن بالسمان الخدال [6] العظام أنّ الفالج إليهم أسرع، فوجدته في الذين يخالفون هذه الصّفة أعمّ.
__________
[1] ثمار القلوب (279) .
[2] الرجز لعمر بن لجأ في ديوانه 154، والأصمعيات 35، والرواية فيهما: «واتقت الشمس بجمجماتها» ، وبلا نسبة في ثمار القلوب (279) .
[3] البيت للحطيئة في ديوانه 20، والأغاني 2/155 وبلا نسبة في المخصص 10/219.
[4] في ديوانه: «استأسد النبت: طال وأتم. القريان: مجاري الماء إلى الرياض، وأحدها قريّ. الحوّ:
التي قد اشتدت خضرتها حتى ضربت إلى السواد. التلاع: مسيل الماء إلى الوادي، واحدها تلعة.
النوّار: الزهر. زاهره: ما زهر منه» .
[5] الخيري: جنس زهر من الفصيلة الصليبية. يعرف بالعربية باسم «المنثور» ، وهو نوع ينبت بريا ويتبقلونه لوجود عقد نشوية في جذورها؛ طمعها يشبه طعم الكستناء. انظر معجم الألفاظ الزراعية 307.
[6] الخدال: جمع خدل، وهو الممتلئ الأعضاء لحما في رقة عظام.