كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

1965-[رجز في الضبع]
وأنشد أبو الرّديني، عن عبد الله بن كراع، أخي سويد بن كراع، في الضّبع:
[من الرجز]
من يجن أولاد طريف رهطا ... مردا أوله شمطا [1]
رأى عضاريط طوالا ثطّا ... كأضبع مرط هبطن هبطا [2]
ثم يفسّين هزيلا مرطا ... إنّ لكم عندي هناء لعطا [3]
خطما على آنفكم وعلطا [4]
1966-[تأويل رؤيا أبي مجيب]
وحكى أبو مجيب، ما أصابه من أهله، ثمّ قال: وقد رأيت رؤيا عبّرتها: رأيت كأني طردت أرنبا فانجحرت، فحفرت عنها حتّى استخرجتها، فرجوت أن يكون ذلك ولدا أرزقه، وإنه كانت لي ابنة عمّ هاهنا، فأردت أن أتزوّجها؛ فما ترى؟ قلت:
تزوّجها على بركة الله تعالى. ففعل؛ ثمّ استأذنني أن يقيم عندنا أيّاما؛ فأقام ثم أتاني فقلت: لا تخبرني بشيء حتى أنشدك. ثمّ أنشدته هذه الأبيات [5] : [من الرجز]
يا ليت شعري عن أبي مجيب ... إذ بات في مجاسد وطيب [6]
معانقا للرّشأ الرّبيب ... أأقحم الحفار في القليب
أم كان رخوا يابس القضيب
قال: بلى كان والله رخوا يابس القضيب، والله لكأنّك كنت معنا ومشاهدنا!
1967-[خصال الفهد]
فأمّا الفهد؛ فالذي يحضرنا من خصاله أنّه يقال إن عظام السّباع تشتهي ريحه [7] ، وتستدلّ برائحته على مكانه وتعجب بلحمه أشدّ العجب.
وقد يصاد بضروب، منها الصّوت الحسن؛ فإنّه يصغي إليه إصغاء حسنا. وإذا
__________
[1] مردا: جمع أمرد، شمطا، جمع أشمط: وهو الذي اختلط سواد شعره في بياضه.
[2] العضاريط: الخدم والتباع. الثط: جمع أثط؛ وهو القليل شعر اللحية. أضبع: جمع ضبع. مرط:
جمع أمرط؛ وهو الخفيف شعر الجسد والحاجبين. هبطن: هزلن.
[3] يهجوهم بضعف الفساء. الهناء: ضرب من القطران تطلى به الإبل. اللعط: الكي بالنار.
[4] خطمه بالسيف: ضربه وسط أنفه.
[5] الرجز الأغاني 5/349.
[6] المجاسد: جمع مجسد؛ وهو الثوب المصبوغ بالجساد أي الزعفران.
[7] تقدم في 4/الفقرة (228) : «والسباع تشتهي رائحة الفهود، والفهد يتغيب عنها..» .

الصفحة 570