كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

والعامّة تزعم أن الفأرة كانت يهوديّة سحّارة [1] ، والأرضة يهودية أيضا عندهم؛ ولذلك يلطّخون الأجذاع بشحم الجزور [2] .
والضبّ يهوديّ؛ ولذلك قال بعض القصّاص لرجل أكل ضبّا: اعلم أنّك أكلت شيخا من بني إسرائيل [3] .
ولا أراهم يضيفون إلى النّصرانية شيئا من السّباع والحشرات.
1971-[ذئب يوسف]
[4] ولذلك قال أبو علقمة: كان اسم الذئب الذي أكل يوسف رجحون [5] . فقيل له: فإنّ يوسف لم يأكله الذّئب، وإنما كذبوا على الذّئب؛ ولذلك قال الله عزّ وجلّ:
وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ
[6] . قال: فهذا اسم للذئب الذي لم يأكل يوسف.
فينبغي أن يكون ذلك الاسم لجميع الذّئاب، لأنّ الذئاب كلها لم تأكله.
1972-[زعم المجوس في لبس أعوان بشوتن]
وتزعم المجوس أنّ بشوتن الذي ينتظرون خروجه، ويزعمون أنّ الملك يصير إليه، يخرج على بقرة ذات قرون. ومعه سبعون رجلا عليهم جلود الفهود، لا يعرف هرّا ولا برّا [7] حتى يأخذ جميع الدنيا.
1973-[الهرّ والبرّ]
وكذلك إلغازهم في الهرّ والبرّ. وابن الكلبي يزعم عن الشّرقي بن القطاميّ، أن الهرّ السنّور، والبرّ الفارة [8] .
__________
[1] تقدم في 1/196 أنها كانت طحانة. وأخرج البخاري في بدء الخلق، حديث رقم 3129: (عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدرى ما فعلت، وإني لا أراها إلا الفأر» .
[2] ربيع الأبرار 5/471.
[3] ربيع الأبرار 5/468، وتقدم في ص 356.
[4] ثمار القلوب (108) ، والعقد الفريد 6/156.
[5] في ثمار القلوب «رغمون» ، وفي العقد «هملاج» .
[6] 18/يوسف: 12.
[7] هذا القول من الأمثال في مجمع الأمثال 2/269، والمستقصى 2/337، وفصل المقال 515، وجمهرة الأمثال 2/376. وفي هذا المثل خمسة أقوال: أحدها أن الهر: السنور، والبر: الفأرة، والثاني: أن الهر: الهرهرة؛ وهو صوت الضأن، والبرّ: البربرة؛ وهو صوت المعزى. والثالث أنّ البرّ:
دعاء الغنم، والهرّ: سوقها، والرابع أن البرّ: اللطف، والهرّ: العقوق، والخامس أن البرّ: الإكرام، والهرّ: الخصومة.
[8] انظر الحاشية السابقة.

الصفحة 574