كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

ولو كان ذلك لكان جائزا، ولكنّه ليس بالواجب. وعلى أنّ ناسا من النحويّين لم يدخلوا قوله تعالى: إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ
، [1] في الاستثناء، وقال: إنّما هو كقوله [2] : [من الكامل]
إلّا كخارجة المكلّف نفسه ... وابني قبيصة أن أغيب ويشهدا [3]
وقوله أيضا [4] : [من الكامل]
إلّا كناشرة الذي كلّفتم ... كالغصن في غلوائه المتنبّت
وقال الشاعر في باب آخر ممّا يكون موعظة له من الفكر والاعتبار. فمن ذلك قوله [5] : [من الطويل]
مهما يكن ريب المنون فإنني ... أرى قمر اللّيل المعذّر كالفتى
يكون صغيرا ثمّ يعظم دائبا ... ويرجع حتّى قيل قد مات وانقضى
كذلك زيد المرء ثمّ انتقاصه ... وتكراره في إثره بعد ما مضى
وقال آخر [6] : [من الطويل]
ومستنبت لا باللّيالي نباته ... وما إن تلاقي ما به الشّفتان
وآخر في خمس وتسع تمامه ... ويجهد في سبع معا وثمان
الأوّل الطّريق والثاني القمر.
1986-[ما قيل من الشعر في إنقاص الصحة والحياة]
وقال أبو العتاهية [7] : [من الرجز]
__________
[1] 10/الصافات: 37.
[2] البيت للأعشى في ديوانه 281، واللسان (قدد) ، وبلا نسبة في رصف المباني 203، وسر صناعة الإعراب 1/303، والمقتضب 4/418.
[3] خارجة: رجل من بني شيبان.
[4] البيت لعنز بن دجاجة في الكتاب 2/328، وله أو لمعاوية بن كاسر في شرح أبيات سيبويه 2/172، ولشهاب المازني في الأزهية 176، ولكابية بن حرقوص بن مازن في الخزانة 6/362، وبلا نسبة في رصف المباني 203، وسر صناعة 302، وشرح اختيارات المفضل 537، والمقتضب 4/416.
[5] الأبيات لحسان السعدي في نوادر أبي زيد 111- 112، ولحنظلة بن أبي عفراء الطائي في معجم البلدان 2/506 (دير حنظلة) ، ولبعض شعراء طيئ في أمالي المرتضى 2/76، وتقدمت الأبيات في 3/230.
[6] البيتان بلا نسبة في المخصص 9/28، وتهذيب الألفاظ 401.
[7] ديوان أبي العتاهية 636، وعيون الأخبار 2/322، والسمط 104، والرسالة الموضحة 109، والبيان 1/154، والأشباه والنظائر للخالديين 1/39، والعقد الفريد 3/58، وتقدم في 3/231.

الصفحة 587