كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

الفويسقة تضرّم البيت على أهله. وكفّوا مواشيكم وأهليكم حين تغرب الشمس، حتى تذهب فحمة العشاء» .
قال: ويدل على أنه صلّى الله عليه وسلّم لم يأمر بحفظها إلا بقدر الحاجة إليها، ويأمر بإطفائها إلا عند الاستغناء عنها- ما حدّث به عباد بن كثير قال: حدّثني الحسن بن ذكوان عن شهر بن حوشب قال [1] : «أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن تحبسوا صبيانكم عند فحمة العشاء، وأن تطفئوا المصابيح، وأن توكئوا الأسقية، وأن تخمّروا الآنية، وأن تغلّقوا الأبواب» . قال: فقام رجل فقال: يا رسول الله إنه لا بدّ لنا من المصابيح، للمرأة النّفساء، وللمريض، وللحاجة تكون. قال: فلا بأس إذا، فإن المصباح مطردة للشيطان، مذبّة للهوام [2] ، مدلّة [3] على اللصوص.
1321-[نار الغول]
قال: ونار أخرى، وهي التي تذكر الأعراب أن الغول توقدها بالليل، للعبث والتخليل، وإضلال السابلة.
قال أبو المطراب عبيد بن أيوب العنبريّ [4] : [من الطويل]
فلله درّ الغول أيّ رفيقة ... لصاحب قفر خائف متقتّر
أرنّت بلحن بعد لحن وأوقدت ... حواليّ نيرانا تبوخ وتزهر
1322-[جمرات العرب]
قال: وجمرات العرب: عبس، وضبّة، ونمير [5] . يقال لكلّ واحد منهم: جمرة [6] .
__________
[1] انظر الحاشية السابقة.
[2] الذّبّ: الطرد. الهوام: الحيات وكل ذي سم يقتل سمه. انظر اللسان: «همم» .
[3] مدلّة: يدلّ.
[4] تقدم البيتان في 4/500، وهما في اللسان والتاج (لحن) ، والتهذيب 4/63، والشعر والشعراء 493 (ليدن) .
[5] اختلف العلماء في تعيين جمرات العرب، ففي ثمار القلوب 126 (277) : «بنو ضبة، وبنو الحارث بن كعب، وبنو نمير بن عامر وبنو عبس بن بغيض، وبنو يربوع بن حنظلة» ، وفي النقائض 2/946، وزهر الآداب 55، «بنو ضبة وبنو الحارث وبنو نمير» ، وفي العمدة 2/197: «ضبة وعبس والحارث بن كعب» ، وانظر السمط 424، والمحبر 234، والأوائل للعسكري 2/190، واللسان (جمر) ، والشريشي 1/298، والعقد 2/233، والكامل 2/233، (أبو الفضل إبراهيم) .
1/377 (المعارف) . وقول الجاحظ نقله صاحب اللسان في مادة (جمر) 4/145.
[6] الجمرة: كل قوم يصبرون لقتال من قاتلهم، لا يحالفون أحدا، ولا ينضمون إلى أحد، تكون القبيلة نفسها جمرة تصبر لمقارعة القبائل كما صبرت عبس لقيس كلها. ثمار القلوب 126 (277) ، واللسان (جمر) . وانظر سبب التسمية في العمدة 2/197- 198.

الصفحة 67