كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

عاده من ذكر سلمى عوّده ... والليل داج مطلخمّ أسوده [1]
فبتّ ليلي ساهرا ما أرقده ... حتى إذا الليل تولى كبده
وانكبّ للغور انكبابا فرقده ... وحثّه حاد كميش يطرده [2]
أغرّ أجلى مغرب مجرّده ... أصبح بالقلب جوى ما يبرده [3]
ماء غمام في الرّصاف مقلده ... زلّ به عن رأس نيق صدده [4]
عن ظهر صفوان مزلّ مجسده ... حتى إذا السّيل تناهى مدده [5]
وشكّد الماء الذي يشكّده ... بين نعامى ودبور تلهده [6]
كلّ نسيم من صبا تستورده ... كأنما يشهده أو يفقده
فهو شفاء الصاد مما يعمده [7]
وقال آخر [8] في الماء: [من الكامل]
يا كأس ما ثغب برأس شظيّة ... نزل أصاب عراصها شؤبوب [9]
__________
[1] البيت مخروم، ويمكن إتمامه ب «قد عاده» ، أو «عاوده» . مطلخم: مظلم متراكب.
[2] الغور: الغروب. الفرقد؛ أراد: الفرقدين، وهما كوكبان قريبان من القطب. الكميش: السريع الجاد في السوق. الحادي؛ عنى به: الصبح.
[3] الأغر: الأبيض. الأجل: الحسن الوجه الذي انحسر الشعر عن جبهته. المغرب: الأبيض. المجرد:
ما جرد عنه الثياب من الجسد.
[4] الرّصافة: حجارة مرصوف بعضها إلى بعض في مسيل ماء. المقلد: المجمع. زلّ: سقط. النيق:
الحرف من حروف الجبل. الصدد: الناحية.
[5] الصفوان: الحجارة الصلدة الضخمة. المزل: موضع الزلل، أي السقوط. المجسد: أصله الثوب يلي الجسد.
[6] الشكد: العطاء، وأراد به: المدد الذي يتلقاه من السيل. النعامى: ريح الجنوب. الدبور: الريح الغربية. تلهد: تدفع دفعا شديدا.
[7] الصاد: الظمآن.
[8] الأبيات بلا نسبة؛ وهي موزعة في المصادر التالية، والأول في كتاب الجيم 1/243، والثاني في اللسان (عقب) ، ومعجم ما استعجم 155، والثالث في اللسان والتاج (لوب، دغش) ، والتهذيب 16/163.
[9] كأس: وفي كتاب الجيم «ليل» ؛ وهما اسم من يشبب بها. الثغب: ماء مستنقع في صخرة.
الشظية: رأس من رؤوس الجبل. النزل: السريع السيل. العراص: جمع عرصة، هي الأرض الواسعة.
الشؤبوب: الدفعة من المطر.

الصفحة 80