باب من أراد أن يمدح فهجا
1335-[خطأ الأخطل]
قال سعيد بن سلم: لما قال الأخطل بالكوفة: أخطأ الفرزدق حين قال [1] : [من الكامل]
أبني غدانة إنني حرّرتكم ... فوهبتكم لعطيّة بن جعال [2]
لولا عطيّة لاجتدعت أنوفكم ... من بين ألأم أعين وسبال [3]
- كيف يكون قد وهبهم له وهو يهجوهم بمثل هذا الهجاء؟! قال: فانبرى له فتى من بني تميم فقال له: وأنت الذي قلت في سويد بن منجوف [4] : [من الطويل]
وما جذع سوء رقّق السّوس جوفه ... لما حمّلته وائل بمطيق
أردت هجاءه فزعمت أنّ وائلا تعصب به الحاجات، وقدر سويد لا يبلغ ذلك عندهم، فأعطيته الكثير ومنعته القليل [5] ! وأردت أن تهجو حاتم بن النعمان الباهليّ، وأن تصغّر شأنه، وتضع منه، فقلت [6] : [من الوافر]
وسوّد حاتما أن ليس فيها ... إذا ما أوقد النيران نار
فأعطيته السّودد من قيس ومنعته ما لا يضرّه [7] .
__________
[1] ديوان الفرزدق 726، والنقائض 275- 276.
[2] في النقائض: «قوله: حررتكم، يعني أعتقتكم وجعلتكم أحرارا. وعطية، كان خليلا للفرزدق، وهو من سادة بني غدانة» .
[3] اجتدعت: قطعت. السبال: جمع سبلة؛ وهي ما على الشارب من الشعر؛ أو ما على الذقن إلى طرف اللحية.
[4] ديوان الأخطل 666، والأغاني 8/312، وطبقات ابن سلام 469، والموشح 135.
[5] في ديوان الأخطل 666: «قال سويد: لم تحسن أن تهجوني، إنما أنا سيّد بني سدوس، فجعلتني سيد وائل كلها» ، وانظر الأغاني 8/312، وطبقات ابن سلام 471.
[6] ديوان الأخطل 475.
[7] في ديوانه: «هذا حاتم بن النعمان الباهلي، يقول: سوّده أنه ليس في قيس نار توقد لمكرمة ولا ضيفان، غير ناره» .