كتاب الحيوان (اسم الجزء: 5-6)

إنّي امرؤ حنظليّ حين تنسبني ... لامل عتيك ولا أخوالي العوق
لا تحسبنّ بياضا فيّ منقصة ... إنّ اللهاميم في أقرابها بلق
أو ما سمعتم قول الآخر [1] : [من الرجز]
يا كأس لا تستنكري نحولي ... ووضحا أوفى على خصيلي [2]
فإنّ نعت الفرس الرّجيل ... يكمل بالغرّة والتّحجيل [3]
أو ما سمعتم بقول أبي مسهر [4] : [من الطويل]
يشتمني زيد بأن كنت أبرصا ... فكلّ كريم لا أبالك أبرص
ثم أقبل على الرّاجز فقال: ما تحفظ في هذا؟ قال: أحفظ والله قوله [5] : [من الرجز]
يا أخت سعد لا تعرّي بالرّوق ... ليس يضرّ الطّرف توليع البلق [6]
إذا جرى في حلبة الخيل سبق
ومحمد بن سلّام يزعم أنه لم ير سابقا قطّ أبلق ولا بلقاء [7] .
وقد سبق للمأمون فرس، إمّا أبلق وإما بلقاء.
وأنشدني أبو نواس لبعض بني نهشل [8] : [من الرمل]
نفرت سودة عنّي أن رأت ... صلع الرّأس وفي الجلد وضح [9]
__________
[1] الرجز لمعاوية بن حزن بن موءلة في البرصان 21، وفي هامش معجم الشعراء 316، وبلا نسبة في عيون الأخبار 4/65.
[2] أوفى: ارتفع. الخصيل: جمع خصلة، وهي الشعر المجتمع.
[3] الرجيل، من الإبل والدواب: الصبور على طول المشي الذي لا يعرق. الغرة: البياض في وجه الفرس.
التحجيل: البياض في قوائمه.
[4] البيت في عيون الأخبار 4/64، والبرصان 35.
[5] الرجز للحارث بن حلزة في البرصان 24، وبلا نسبة في عيون الأخبار 4/65.
[6] عرّه: سبّه. الرّوق: الجمال المعجب. الطرف: الجواد الكريم العتيق. التوليع: التلميع من البرص.
البلق: استطالة البياض وتفرقه. والمعنى: لا يأسرك الجمال المعجب فإن الفرس الكريم لا يضره ما به من وضح إذا أتى يوم الحلبة سابقا.
[7] ورد القول في البرصان 24.
[8] الأبيات لسويد بن أبي كاهل في البرصان 32، ولبعض بني نهشل في عيون الأخبار 4/65، وربيع الأبرار 5/115، وحماسة البحتري 2/11.
[9] الوضح: البرص.

الصفحة 92