كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 100 """"""
ذلك عنده وصح لديه - أحسن الله إليه - سأله من جاز بسؤاله الإشهاد على نفسه بثبوت ذلك لديه ، وتنفيذه وإمضاءه والحكم به ، فأجابه إلى سؤاله ، وتقدم بكتابته فكتب عن إذنه الكريم ، وأشهد على نفسه بثبوت ذلك لديه ، وتنفيذه وإمضائه وأنه حكم به وارتضاه ، وأبقى كل ذي حجة معتبرة فيه على حجته ، وهو في ذلك نافذ الحكم والقضاء ماضيهما ، بعد تقدم الدعوى المسموعة وما ترتب عليها - وإن حضر من أشهد عليه أنه لا مطعن له في ذلك كتب : وحضر إقامة البينة فلان ، واعترف بأنه لا مطعن له في ذلك ولا في من شهد به - ووقع الإشهاد به بتاريخ . . . . .
فهذه أمثلة ذكرناها ، والكاتب المجيد المتصرف يكتب بقدر الوقائع ، ويتصرف في الألفاظ ، ما لم يخل بالمقاصد ، ولا يدخل عليها من الألفاظ ما يفسدها .
وأما الكتب الحكمية - فإذا ثبت عند حاكم من الحكام أمر وسأله المحكوم له كتاباً حكمياً لجميع القضاة كتب ما مثاله بعد البسملة : هذه المكاتبة الحكمية إلى كل من تصل إليه من قضاة المسلمين وحكامهم - ويدعو لهم - من مجلس الحكم العزيز بالعمل الفلاني عن سيدنا قاضي القضاة فلان ، الحاكم بالعمل الفلاني - ويدعي له - أنه ثبت عنده وصح لديه في مجلس حكمه وقضائه بمحضر من متكلم جائز كلامه ، مسموعة دعواه على الوضع الشرعي ، بشهادة عدلين ، وهما فلان وفلان ، جميع ما تضمنه مسطور الدين المتصل أوله بآخر كتابي هذا ، الذي مضمونه - وينقل إلى آخره - وبآخره رسم شهادة العدلين المشار إليهما ، وقد أقام كل منهما شهادته عنده أنه بالمقر المذكور عارف ، وقبل ذلك منهما القبول السائغ ، وسطر تحت رسم شهادتهما ما جرت العادة به من علامة الأداء والقبول على الرسم المعهود في مثله ، وذلك بعد أن ثبتت عنده على الوضع الشرعي بشهادة عدلين - هما فلان وفلان الواضع رسم شهادتهما في مسطور الدين المذكور - الغيبة الشرعية وأقام كل منهما شهادته عنده بغية المقر المذكور ، وقالا : إنهما به عارفان ، وقبل ذلك منهما القبول الشرعي ، وسطر تحت رسم شهادتهما ما جرت العادة به من علامة الأداء والقبول على الرسم المعهود في مثله ، وأحلف المقر له بالله العظيم ، اليمين الشرعية المتوجهة عليه ، المؤرخة في مسطور الحلف المكتتب على ظهر المسطور أو الملصق بذيل مسطور الدين بالتماسه

الصفحة 100