كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 102 """"""
كل واحد من العدول المستورين ، أو المزكين وهم - ويسميهم - عند سيدنا قاضي القضاة فلان ، وقالا : إن الحاكم المذكور أشهدهما على نفسه بما تضمنه الكتاب الحكمي المسطر باطنه ، بعد قراءته على مصدره بحضرتهما وحضور من يعتبر حضوره وإن قاضي القضاة فلاناً سمع شهادتهما فقبلها القبول السائغ ، ولما تكامل ذلك كله سأله من جازت مسألته ، وسوغت الشريعة المطهرة إجابته ، الإشهاد على نفسه بثبوت ذلك لديه ، وأنه قبله قبول أمثاله من الكتب الحكمية قبولاً شرعياً ، وحكم به وأمضاه ، ، ألزم بمقتضاه ، فأجاب السائل إلى سؤاله ، وأشهد على نفسه بذلك ، وذلك كله بعد تقدم الدعوى المسموعة في ذلك وما ترتب عليها ، وأبقى كل ذي حجة معتبرة فيه على حجته ، وهو في ذلك كله نافذ القضاء والحكم ماضيهما ، وذلك بتاريخ . . .
وأما التقاليد الحكمية - فيبتدئ الكاتب في صدرها بعد البسملة بخطبة يورد فيها ما تؤديه إليه عبارته ، وتبلغه إياه فصاحته وبلاغته ، ثم يكتب : ولما كنت أيها القاضي فلان - وينعته بما يستحقه - ممن اتصف بكذا وكذا واشتغل بكذا وكذا ، واستحق كذا وكذا ، استخرت الله تعالى ، واستنبتك عني في القضاء والحكم في العلم الفلاني ، في جميع أعماله وبلاده وسائر أقطاره ، فتول ما وليتك ، وباشر ما عذقته بك ، وصن أموال الناس عن الضياع ، وزوج من لأولى له عند الشروط المعتبرة الأوضاع ، واضبط الأحكام بشهادة الثقاة العدول وميز بني المردود منهم والمقبول ، وراع أحوال النواب في البلاد ، وأرهم يقظة تردع بها المفسد عن الفساد - ويذكر غير ذلك من الوصايا ، ويوصيه في آخرها بتقوى الله تعالى - وكتب عن مجلس الحكم العزيز بالعمل الفلاني ، ويؤرخ .
وأما تقاليد قضاة القضاة فتتعلق بكتاب الإنشاء ، وهذا مثال ، والكاتب يتصرف بحسب نباغته ومعرفته وعلمه .

الصفحة 102