كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 133 """"""
بَزّة ، صاحبُ القراءة ، يروى عن ابن كثير ؛ وأما البُري بالباء المضمومة الموحّدة والراء المهملة ، فمنهم عثمان بن مقسم البُري أبو سَلمة ؛ وأما البَري بباء مفتوحة موحّدة فهو علي بن بحر برّي .
هذا مختصر ما ألّفه عبد الغني - رحمة الله تعالى - وفيه زيادة في مواضع نبّهنا عليها ؛ ولم يكن الغرضُ بإيراد ما أوردناه من المؤتِلف والمختلف استيعابه وحصَره وإنما كان الغرض التنبيه على ذلك ، وأن الناسخ يحتاج إلى ضبط ما يرد عليه من هذه الأسماء وأمثالها ، وتقييدها والإشارة عليها ؛ وقد أخذ هذا الفصل حقه ، فلنذكر غير ذلك من شروط الناسخ وما يحتاج إلى معرفته . وأما من ينسخ العلوم ؛ كالفقه واللغة العربية والأصول وغير ذلك ، فالأولى له والأشبه به إلا يتقدم إلى كتابة شيء منها إلا بعد اطلاعه على ذلك الفن وقراءته وتكراره ، ليسلم من الغلط والتحريف ، والتبديل والتصحيف ؛ ويعلم مكان الانتقال من بابٍ إلى بابن ومن سؤالٍ إلى جواب ؛ ومن فصل إلى فصل ، وأصل إلى فرع أو فرع إلى أصل ؛ ومن تنبيه إلى فائدة ، واستطراد لم يجز الأمر فيه على قاعدة ؛ ومن قول قائل ، وسؤال سائل ؛ ومعارضة معارض ، ومناقضة مناقض ؛ فيعلم آخر كلامه ، ومنتهى مرامه ؛ فيفصِل بين كل كلام وكلام بفاصلة تدل على إنجازه ، ويُبرز قول الآخر بإشارة يُستدلّ بها على إبرازه ؛ وإلا فهو حاطب ليلٍ لا يدري أين يفجأه الصباح ، وراكب سيل لا يعرف الغدوّ من الرّواح .
وأما من ينسخ التاريخ - فإنه يحتاج إلى معرفة أسماء الملوك وألقابهم ونعوتهم وكُناهم ، خصوصاً ملوك العجم والترك والخوارزمية والتتار فإن غالب أسمائهم أعجمية لا تُفهم إلا بالنقل ، ويحتاج الناسخ إذا كتبها إلى تقييدها بضوابط وإشارات وتنبيهات تدل عليها ؛ وكذلك أسماء المدن والبلاد والقرى والقِلاع والرساتيق والكوَر والأقاليم ، فينبّه على ما تشابه منها خطاً واختلف لفظاً وما تشابه خطاً ولفظاً واختلف نِسبة ، نحو مرْو ومَرْو ؛ إحداهما مرْو الروذ ، والأخرى مرْو

الصفحة 133