كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)
"""""" صفحة رقم 134 """"""
الشاهجان ؛ والقاهرة ، والقاهرة ؛ إحداهما القاهرة المعِزية ، والأخرى القلعة القاهرة التي هي بزوزن التي أنشأها مؤيد الملك صاحب كرمان ، فإن الناسخ متى أطلق اسم القاهرة ولم يميّز هذه بمكانها ونسبتها تبادر ذهنُ السامع إلى القاهرة المُعِزية لشهرتها دون غيرها ، وأما في أسماء الرجال ، فمثل عبيد الله بن زياد ، وعبيد الله بن زياد ، فالأول عبيد الله بن زياد بن أبيه ، وزياد هذا ، هو ابن سمية الذي ألحقه معاوية بن أبي سفيان بأبيه ، واعترف بأخوته ، وكان عبيد الله هذا يتولى أمر العراق بعد أبيه إلى أيام مروان بن الحكم ؛ والثاني عبيد الله بن زياد بن ظَبيان ؛ وخبرهما يشبه مسائل الدور ، فإن عبيد الله بن زياد بن أبيه قتله المختار بن أبي عبيد الثقفي والمختار بن أبي عبيد قتله مصعب بن الزبير ، ومصعب بن الزبير قتله عبيد الله بن زياد بن ظَبيان ؛ فإذا لم يميز كل واحد منهما بجده ونسبه أشكل ذلك على السامع وأنكره ما لم تكن له معرفة بالوقائع ، واطلاع على الأخبار ؛ فأمثال ذلك وما شاكله يتعين على الناسخ تبيينه ، وكذلك أسماء أيام العرب ، نحو أيام الكُلاب بضم الكاف ، وأيام الفِجار بكسر الفاء وبالجيم ، وغير ذلك ، فينبه على ذلك كله ، ويشير إليه بما يدل عليه .
وأما من ينسخ الشعر - فإنه لا يستغني عن معرفة أوزانه ، فإن ذلك يعينه على وضعه على أصله الذي وُضع عليه ؛ ويحتاج إلى معرفة العربية والعَروض ليقيم وزن البيت إذا أشكل عليه بالتفعيل ، فعلم هل هو على أصله وصفته أو حصل فيه
الصفحة 134
248