كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 136 """"""
وأما تعليم الانتهاء - فهو كتابة التجويد ، وهي أصل جميع ما قدّمناه من الكتابات ، ويحتاج من تصدى لها إلى إتقان أقلام الكتابة ، ومعرفة أوضاعها على ما وضعه الوزير أبو علي بن مقلة حين عرّب الخط ونقله من الكوفية إلى التوليد ، ثم عمدته على طريق علي بن هلال الكاتب المعروف بابن التواب وما وضعه من أقلام الكتابة ، ومعرفة الأقلام الأصول الخمسة ، وهي قلم المحقق ، وقلم النسخ وقلم الرِّقاع ، وقلم التواقيع ، وقلم الثلث ؛ فهذه الأقلام الخمسة هي الأصول ؛ ثم لتفرع عنها أفلامٌ أخر نذكرها بعد إن شاء الله تعالى ؛ وقد ذكر لهذه التسمية أسباب واشتقاقات ، فقالوا : إن قلم المحقق إنما سمي بذلك لأنه أصل الكتابة ، وهو يحتاج إلى التحقيق في وضع الحروف وتركيبها ؛ وقلم النسخ ؛ لأنه تُنسخ به الكتب ولذلك وُضع بحيث أن الكتب لا تحسُن كتابتها بغيره ، لاعتدال أسطره ، ودقة حروفه والتئام أجزائه ؛ وقلم الرقاع لأنه وضع لكتابة الرقاع المرفوعة في الحوائج ؛ ألا ترى ما على الرقاع به من البهجة ؟ ولو كُتبت بغيره ما حسُن موقعها من النفوس ؛ وقلم التواقيع لأنه وضع لتكتب به التواقيع الصادرة عن الخلفاء والملوك ؛ وقلم الثلث لكتابة المناشير التي تُكتب في قطع الثلث ؛ هذا ما قيل في سبب تسمية هذه الأقلام بهذه الأسماء . وأما ما يتفرع عن هذه الأقلام الخمسة التي ذكرناها - فلكل قلم منها غليظٌ وخفيفٌ ومتوسّط ، فقلم المحقق يتفرع عنه خفيفه ، ويتفرع عنه أيضاً قلم الريحان ؛ وقلم النسخ يتفرع عنه قلم المتن ، وهو غليظه ، وقلم الحواشي وهو خفيفه ، وقلم

الصفحة 136