كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 137 """"""
المنثور ، وهو الذي يفصل بين كل كلمة وكلمة ببياض ؛ وقلم الرقاع يتفرع عنه قلم الغبار ، وهو خفيفه ، وينزل منه بمنزلة الحواشي من النسخ ، وهو الذي تُكتب به الملطفات والبطائق ، ويتفرع عنه أيضاً قلم المقترن ، وهو ما يُكتب سطرين مزدوجين ، وقد يُكتب بغير قلم الرقاع ، لكن لم تجر عليه هذه التسمية ، وفي الرقاع مسلسل ؛ وقلم التواقيع منه ما هو مسلسل ، وهو ما يتصل بعض حروفه ببعضٍ بتشعيراتٍ رقيقة تلتف على الحروف ؛ وقلم الثلث يتفرع عنه وعن المحقق جميعاً قلم يسمى قلم الأشعار ؛ ولهم أيضاً قلم الذهب ، وهو قد يكون تارة ثلثا وتارة تواقيع إلا أنه يكون خالياً من التشعير بسبب ترميكه باللون المغاير للون الذهب ، والترميك هو أن يحبس الحرفُ بلون غير لونه بقلمٍ رقيقٍ جداً ؛ ولهم أيضاً قلم الطومار ومنه كامل وغير كامل ، فالكامل : الذي إذا جُمعت الأقلام كلها كانت في غلظه وهو الذي يكتب به على رؤوس الدروج ؛ وغير الكامل ، هو الطومار المعتاد ؛ فهذه هي الأصول وما يتفرع عنها . ولهم أيضاً أسماء أخر ، منها قلم الطور وقلم المنهج ، وقلم الطمغاوات ، وأسماءٌ غير هذه اصطلح عليها الكتاب ؛ فإذا أتقن الكاتب ما ذكرناه من هذه الأقلام وحرّرها ، وعرف أوضاعها وقواعدها ، وكيفية وضع الحروف وموضع ترقيقها وتغليظها ، والمكان الذي تُكتب فيه بسن القلم وبصدره ، وأين يضع الحرف الآخر منه ، إلى غير ذلك من شروطها وقواعدها ، واتصف بما قدمناه في المؤدب من الديانة والخير والعفة وحسن الطريقة وصحة الإعتقاد والتزام السنة ، فقد استحق أن يتصدى للتعليم والإفادة ، ويتعين على الطالب والرجوع إليه ، والاقتداء بطريقته ، والكتابة على خطه والتزام توقيفه .

الصفحة 137