كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 140 """"""
الهواء ، وحالة تقتنص الوحشَ من البيداء ؛ وما شاكل منها الكلب والبهيمة ، وما حُبس لسماع صوته فعلت قيمتُه كل قيمه ؛ وما ينوح وما يغرد ، وما يتلو ويردد ؛ وميزت كل حيوان منها بمحاسنه ومناقبه ، ونبذته بمعايبه ومثالبه ؛ ولولا خشية الإطالة ، لوصفت كل حيوان منها برساله ؛ لكني استغنيت بما ألّفه من منقولي ، عما أصنّفه من مقولي ؛ وعلمت أنني أقصُر عن حق هذه الرتبة فأحجمت وأقف دون بلوغ هذه الحلبة فأمسكت ؛ وقد تقدمني من بالغ في هذا وأطنب ووجد المقال فبسط القول وأسهب ، وحاز المعاني فما ترك لسواه مذهب ؛ فاختصرتُ عند ذلك المقال ، واقتصرت عل هذه النُّبذة التي أشبهت طيف الخيال ؛ ووضعته على أحسن ترتيب ، ورتبته على أجمل تقسيم وتبويب ؛ وهو يشتمل على خمسة أقسام .

الصفحة 140