كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)
"""""" صفحة رقم 145 """"""
قالوا : والأسد لا تفارق الحمى ، ولذلك الأطباء يسمونها داء الأسد ، وعظامه عاسية جداً ، وإن دلك بعضها ببعض خرجت منها النار كما تخرج من الحجارة وكذلك في جلده من القوة والصلابة ما لا يعمل فيه السلاح إلا من مراقّ بطنه ؛ والأسد طويل العمر ؛ وقال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا : إن شحم الأسد يحلل الأورام الصلبة .
ذكر شيء مما وصف به الأسد نثرا ونظما
قال أبو زُبيد الطائي يصفه لعثمان بن عفان - رضي الله عنه - وكان قد لقيه : أقبل يتضالع من بغيه ، ولصدره تحيط ، ولبلاعيمه غطيط ؛ ولطرفه وميض ولأرساغه نقيض ؛ كأنما يخبط هشيماً ، أو يطأ صريماً ؛ وإذا هامة كالمجن ، وخد كالمسن ؛ وعينان سجراوان ، كأنهما سراجان ؛ وقصرة ربله ، ولهزمة رهله ؛ وساعد مجدول وعضد مفتول ؛ وكف شثنة البراثن ، ومخالب كالمحاجن ؛ وفم أشدق كالغار الأخرق ؛ يفتر عن معاول مصقوله ، غير مفلوله ؛ فهجهجنا به ففرفر وبربر ، ثم زأر فجرجر ؛ ثم لحظ فخلت البرق يتطاير من جفونه ، عن شماله ويمينه ؛ فأُرعشت الأيدي ، واصطكت الأرجل ؛ وجحظت العيون ، وساءت الظنون ، ولحقت الظهور بالبطون .
الصفحة 145
248