كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 146 """"""
ووصفه بعض الأعراب فقال : له عينان حمراوان مثل وهج الشرر ، كأنما نقرتا بالمناقير في عرض حجر ؛ لونه ورد ، وزئيره رعد ؛ هامته عظيمه ، وجبهته شتيمه ؛ نابه شديد ؛ وشره عتيد ؛ إذا استقبلته قلت : وإذا استدبرته قلت : أفرع ؛ لا يهاب إذا الليل عسعس ، ولا يجبن إذا الصبح تنفس ؛ ثم أنشد :
عبوس شموس مصلخد مكابر . . . جريء على الأقران للقرن قاهر
براثنه شُثن وعيناه في الدجى . . . كجمر الغضى في وجهه الشر طائر يدل بأنياب حداد كأنها . . . إذا قلّص الأشداق عنها خناجر
ومن التهويل في وصف الأسد قول الشاعر
إياك لا تستوش ليثاً مخدرا . . . للهول في غشق الدجى دوّاسا
مَرِساً كأمراس القليب جدوله . . . لا يستطيع له الأنام مِراساً
شثن البراثن كالمحاجن عطّفت . . . اظفاره فتخالها أقواساً
لان الحديد لجلده فإهابه . . . يكفيه من دون الحديد لباسا
مصطكة أرساغه بعظامه . . . فكأن بين فصولها أجراسا
وإذا نظرت إلى وميض جفونه . . . أبصرت بين شفورها مقباسا
وقال آخر :
توق وقاك رب الناس ليثاًحديد الناب والأظفار وردا

الصفحة 146