كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)
"""""" صفحة رقم 147 """"""
كأن بملتقى اللحيين منه . . . مذرّبة الأسنة أو أحداً
وتحسب لمح عينيه هدوءاً . . . ورجع زئيره برقاً ورعدا
تهاب الأسُد حين تراه منه . . . إذا لاقينه في الغاب فردا
تصد عن الفرائس حين يبدو . . . وكانت قبل تأنف أن تصدّا
وقال أبو الطيب المتنبي - رحمه الله - :
ورد إذا ورد البحيرة واردا . . . ورد الفرات زئيره والنيلا
متخصب بدم الفوارس لابس . . . في غيله من لبديته غيلا
في وُحْده الرهبان إلا أنه . . . لا يعرف التحريم والتحليلا
وقعت على الردن منه بلية . . . نظمت بها هام الرفاق تلولا
يطأ البري مترفقاً من تيهه . . . فكأنه أس يجس عليلا
ويرد غُفرته إلى يافوخه . . . حتى تصير لرأسه إكليلا
فصرت مخافته الخُطا فكأنما . . . ركب الكمي جواده مشكولا
وقال عبد الجبار بن حمديس :
وليث مقيم في غياض منيعة . . . أمير على الوحش المقيمة في القفر
يوسّد شبليه لحوم فوارس . . . ويقطع كاللص السبيل على السفر
هزبرله في فيه نار وشَفرة . . . فما يشتوي لحم القتيل على الجمر
سراجاه عيناه إذا أظلم الدجى . . . فإن بات يسري باتت الوحش لا تسري
الصفحة 147
248