كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)
"""""" صفحة رقم 148 """"""
له جبهة مثل المجنّ ومعطس . . . كأن على أرجائه صبغة الحبر
يصلصل رعد من عظيم زئيره . . . ويلمع برق من حماليقه الحمر
له ذنب مستنبط منه سوطه . . . ترى الأرض منه وهي مضروبة الظهر
ويضرب جنبيه به فكأنما . . . له فيهما طبلٌ يحض على الكر
ويضحك في التعبيس فكّيه عن مدي . . . نيوبٍ صلابٍ ليس تهتم بالفهر
يصول بكف عرض شبرين عرضها . . . خناجرها أمضى من القُضُب البُتْر
يجرّد منها كل ظُفر كأنه . . . هلال بدا للعين في أول الشهر
وقال بشر بن عَوانة الفقعسي يصف ملاقاته الأسد وما كان بينهما :
أفاطم لو شهدت ببطن خبت . . . وقد لاقى الهزبر أخاك بشرا
إذاً لرأيت ليثاً رام ليثاً . . . هِزَبرا أغلبا لاقى هزبرا
تبنهس إذ تقاعس عنه مهرى . . . محاذرة فقلت : عُقرت مهرا
أنِل ْ قدميّ ظهر الأرض إني . . . وجدت الأرض أثبت منك ظهرا
وقلت له وقد أبدى نِصالاً . . . مذرّبة ووجهاً مكفهرا
يدلّ بمخطب وبحد ناب . . . وباللحظات تحسبهن جمرا
وفي يمناي ماضي الحد أبقى . . . بمضربه قراع الموت أثْرا
ألم يبلغك ما فعلت ظباه . . . بكاظمة غداة لقيت عمرا
وقلبي مثل قلبك لست أخشى . . . مصاولةً ولست أخاف ذُعر
الصفحة 148
248