كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 149 """"""
ا
وأنت تروم للأشبال قوتا . . . واطلب لابنة الأعمام مهْرا
ففيم تروم مثلي أن يولّى . . . ويترك في يديك النفس قسرا ؟
نصحتك فالتمس يا ليث غيري . . . طعاماً إن لحمي كان مرّا
ولما ظن أن الغش نصحي . . . وخالفني كأني قلت هُجرا
دنا ودنوت من أسدين راما . . . مراماً كان إذ طلباه وعرا يكفكف غيلة إحدى يديه . . . ويبسط للوثوب عليّ أخرى
هززت له الحسام فخلت أني . . . شققت به من الظلماء فجرا
حساماً لو رميت به المنايا . . . لجاءت نحوه تعطيه عذرا
وجدت له بجائفةٍ رآها . . . بمن كذبته ما منّته غَدرا
بضربة فيصل تركته شفعا . . . زكان كأنه الجُلمود وَترا
فخر مضرّجاً بدمٍ كأني . . . هدمت به بناء مشمخرّا
وقلت له : يعزّ عليّ أني . . . قتلت مناسبي جَلدا وقهرا
ولكن رمت شيئاً لم يرمُهُ . . . سواك فلم أطق يا ليث صبرا
تحاول أن تعلمني فِراراً . . . لعمري أبيك قد حاولت نُكرا
فلا تبعد لقد لاقاك حرٌّ . . . يحاذر أن يعاب فمتّ حرّا
وأما الييْر وما قيل فيه - فهو شبُعٌ هندي ، ويقال : حبشي ؛ وهو في صورة أسد كبير ، أزبُّ ملمع بصفرة وسواد ، ويقال : إنه متولّد بين الزبرقان واللبؤة ؛ وفي طبعه أنه يسالم النمر وغيره من السباع ما لم يستكلب ، فإذا استكلب خافه كل شيء كان يسالمه ، وهو والأسد متوادّان أبداً ، ومودّته معه كمودة الخنافس والعقارب والحيّات والوزغ ؛ ويقال : إن الأنثى منه تلقح بالريح ، ولهذا يقال : إن عدوه يشبه الريح سرعة ، ولا يقدر أحدٌ على صيده ؛ وإنما تسرق جراؤه فتحمل في مثل القوارير

الصفحة 149