كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 151 """"""
في بعض الكتب القديمة : أن النمر إذا عضّ إنساناً أُخذ زهر السماق وذلك به الجرح ، فإن الفأر لا يقاربه ، ويكون في ذلك شفاؤه ؛ وأخبرني من عاين ذلك عند التجربة ؛ والنمر يحب شرب الخمر ، وبها يصاد ، فإنه إذا سكر نام ؛ وزعموا أنه يتولد بينه وبين اللبؤة سبع يسمى الذراع على قدر الذئب العظيم ، كثير الجراءة ، لا يأوي معه شيءٌ من السباع والوحوش .
ووصف كُشاجم النمر من طَرَدّيه فقال :
وكالحٍ المغضب المهيج . . . جهنم المحيا ظاهر النشيج
يكشر عن مثل مدي العلوج . . . أو كشباً أسنة الوشج
مدبج الجلد بلا تدبيج . . . كأنه من نمط منسوج
تريك فيه لمع التدريج . . . كواكباً لم تك في بروج
ولم أقف في وصف النمر إلى غير ذلك فأذكره .
الباب الثاني من القسم الأول من الفن الثالث فيما قيل في الفهد والكلب والذئب والضبع والنمس
ذكر ما قيل في الفهد
يقال للذكر : الفهد ، وللأنثى : فهدة " وهما البنة ، ولذلك يكنى أبا بنة " ، وجروه الهوبر ، والأنثى هبيرة ؛ قال أرسطو : إن الفهد متولد بين أسد ونمرة ، أو

الصفحة 151