كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 153 """"""
من السهم حين المُروق ؛ وأثقف من الليوث ، وأجرى من الغيوث ؛ وأمكر من الثعالب وأدبّ من العقارب ؛ خُمْصُ الخصور قُبّ البطون ، رُقْش المتون ؛ حمر الأماق خُزْر الأحداق ، هرت الأشداق ؛ عِراض الجباه علف الرقاب ، كاشرة عن أنياب كالحراب ؛ تلحظ الظباء من أبعد غاياتها ، وتعرف حسها من أقصى نهاياتها ؛ تتبع مرابضها وآثارها ، وتشم روائحها وأبشارها .
ومن رسالة طردية لضياء الدين نصر الله بن الأثير الجزري يصف فهذا بعد أن ذكر ظبياً ، قال : فأرسلنا عليه فهذه سلس الضريبه ، ميمون النقيبه ، منتسباً إلى نجيب من الفهود ونجيبه ؛ كأنما ينظر من جمره ، ويسمع من صخره ، ويطأ من كل برتنٍ على شَفره ؛ وله إهاب قد جبل من ضدين : بياض وسواد ، وصوّر على أشكال العيون فتطلعت إلى انتزاع الأرواح من الأجساد ؛ وهو يبلغ المدى الأقصى في أدنى وثباته ، ويسبق الفريسة ولا يقبضها إلا عند التفاته .
وقال أحمد بن زياد بن أبي كريمة يصفها بعد أن وصف الكاتب من أبيات :
بذلك أبغي الصيد طوراً وتارةً . . . بمخطفة الأكفال رُحب الترائب
مرقّقة الأذناب نُمْر ظهورها . . . مخططة الأذان غلب الغوارب
مدنرةٍ وُرقٍ كأن عيونها . . . حواجل تستوعي متون الرواكب

الصفحة 153