كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 156 """"""
الإنسان متى حمل على لسان ضبع لم ينبح عليه كلب ؛ ومتى دُهِن كلبٌ بشحمها جُنَّ ؛ وفي طبع الكلب أنه يحمي ربه ، ويحمي حريمه شاهداً وغائباً ، ونائماً ويقظان ؛ والكلب أيقظ الحيوان عبنا في وقت حاجته إلى النوم ، وأنومُها نهاراً عند استغنائهم عن حراسته ؛ ومن عجيب أمره أنه يكرم الجلة من الناس وأهل الوجاهة ؛ فلا ينبح على أحد منهم ، وربما حاد عن طريقهم وينبح على الأسْود والوسِخ الثوب والزري الحال والصغير .
وأما ما في الكلب من المنافع - فقد قال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا : إن بول الكلب يستعمل على الثآليل ، ودم الكلب لنهوشه ولسمّ السهاك الأرمنية ؛ وقال إبراهيم بن هرمة - رحمة الله تعالى عليه - :
أوصيك خيراً به فإن له . . . سجيّة لا أزال أحمدها
يدُل ضيفي عليّ في غس . . . ق الليل إذا النار نام موقدها
وقال أيضاً :
يكاد إذا ما أبصر الضيفَ مقبلاً . . . يكلّمه من حبّه وهو أعجم
فصل
قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في كتاب الحيوان : وزعموا أن ولد الذئب من الكلبة يقال له : الديسم ، ورُوي لبشار بن برد في ديسم العنزي أنه قال :
أديسم يا ابن الذئب من نسل زارع . . . أتروي هجائي سادراً غير مقصِر قال : وزارع ، اسم الكلب يقال للكلاب : أولاد زارع ؛ قال : وزعم صاحب المنطق أن أصنافاً أخر من السباع المتزاوجات المتلاقحات مع اختلاف الجنس

الصفحة 156