كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)
"""""" صفحة رقم 159 """"""
وإتقانها واهتدائها ، وإثباتها لصور أربابها وجيرانها ، ومعرفتها بحقوق الكرام ، وإهانتها اللئام ، وصبرها على الجفاء ، واحتمالها للجوع ، وشدة منّتها وكثرة يقظتها ، وعدم غفلتها ، وبُعد أصواتها ، وكثرة نسلها ، وسرعة قبولها ولقاحها مع اختلاف طبائع ذكورتها والذكورة من غير جنسها ، وكثرة أعمامها وأخوالها وترددها في أصناف السباع ، وسلامتها من أعراق البهائم ، وغير ذلك من محاسنها ؛ وأورد ذلك بألفاظ طويلة ، وأدلة كثيرة ، واستطرادات يطول الشرح في ذكرها فأضربنا عن ذلك رغبةً في الاختصار ؛ فلنذكر ما يحتاج الكاتب إلى الاطلاع عليه ويدور في ألفاظ الكتاب من وصف كلاب الصيد ، التي لا بد للكاتب من معرفة جيّدها وأفعالها ، ليضمّنه ما يصدر عنه من الرسائل الطردية ، فنقول : دلائل النّجابة والفراهة فيها تُعرف من خلقتها وألوانها ومولدها . ، وشدة منّتها وكثرة يقظتها ، وعدم غفلتها ، وبُعد أصواتها ، وكثرة نسلها ، وسرعة قبولها ولقاحها مع اختلاف طبائع ذكورتها والذكورة من غير جنسها ، وكثرة أعمامها وأخوالها وترددها في أصناف السباع ، وسلامتها من أعراق البهائم ، وغير ذلك من محاسنها ؛ وأورد ذلك بألفاظ طويلة ، وأدلة كثيرة ، واستطرادات يطول الشرح في ذكرها فأضربنا عن ذلك رغبةً في الاختصار ؛ فلنذكر ما يحتاج الكاتب إلى الاطلاع عليه ويدور في ألفاظ الكتاب من وصف كلاب الصيد ، التي لا بد للكاتب من معرفة جيّدها وأفعالها ، ليضمّنه ما يصدر عنه من الرسائل الطردية ، فنقول : دلائل النّجابة والفراهة فيها تُعرف من خلقتها وألوانها ومولدها .
أما في الخلقة - فقد قالوا : طول ما بين اليدين والرجلين ، وقِصَر الظهر وصِغَر الرأس ، وطول العنق ، وغَضَف الأذنين ، وبعدُ ما بينهما ، وزرقة العينين ونتوء الجبهة وعِرَضها ، وقصر اليدين .
وأما في الألوان ، فإنه يقال : السود أقل صبراً على الحر والبرد ، والبيض أفره إذا كنّ سود العيون ؛ وقد قال قوم : إن السود أصبر على البرد وأقوى .
وأما في ولادتها - فإنه يقال : إذا ولدت الكلبة جرواً واحداً كان أفره من أبويه ، وإن ولدت ذكراً وأنثى كان الذكر أفره ، وإن ولدت ثلاثة فيها أنثى شِبه الأم كانت أفره الثلاثة ، وإن كان في الثلاثة ذكرٌ واحدٌ فهو أفره .
ذكر شيء مما وصفت به كلاب الصيد نثرا ونظما
قال أبو إسحاق الصابي يصفها من رسالة طردية : ومعنا كل كلب عريق المناسب ، نجيح المكاسب ؛ حلو الشمائل ، نجيب المخايل ؛ حديد الناظرين ، أغضف
الصفحة 159
248