كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)
"""""" صفحة رقم 160 """"""
الأذنين ، أسيل الخدين ، مخطف الجنبين ؛ عريض الزور ، متين الظهر ؛ أبيّ النفس ، مُلهِب الشدّ ؛ لا يمسّ الأرض إلا تحليلاً وإيماءً ، ولا يطؤها إلا إشارة وإيحاء .
وقال بعض الشعراء :
أبعث كلباً يكسر اليحمورا . . . مجرّباً مدرباً صبورا
يأنف أن يشاكل الصُّفورا . . . منفرداً بصيده مُغيرا
ذا شيَةٍ تحسبها حريراً . . . قد حُبّرت نقوشها تحبيرا
إذا جرى حسبته المقدورا . . . يكاد للسرعة أن يطيرا
حتفا لما عنّ له مبيراً . . . أعجز أن أرى له نظيرا
وقال أبو نواس :
هِجْنا بكلب طالما هجنا به . . . ينتسف المقود من جِذابه
كأن متينه لدى انسلابه . . . مَتْنا شجاعٍ لجّ في انسيابه
كأنما الأظفور في قِنابه . . . موسى صناع ردُّ في نَصابه
تراه في الحُضْر إذت ها هي به . . . يكاد أن يخرج من إهابة
ترى سَوام الوحش إذ تُحوى به . . . يَرحْن أسرى ظُفْره ونابه
وقال أيضاً :
كأن لحييه لدى افتراره . . . شكّ مساميرٍ على طَواره
الصفحة 160
248